أنشأت دارة الملك عبدالعزيز مركز الباحثات بمبنى ملحق بمقرها بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بحي المربع وسط آمال عريضة بأن يقابل بالخدمة الجيدة التصاعد في أعداد الباحثات في تاريخ المملكة العربية السعودية ويكون داعماً لهن بالاتصال بمقدرات الدارة العلمية، وييسر للمرأة الباحثة توفير احتياجاتها من المراجع والمصادر التاريخية عبر الفاكس أوالبريد الإلكتروني للباحثات من خارج مدينة الرياض اللاتي لايملكن الوقت للحضور لمقر المركز، وكانت عناية الدارة بهذا المركز منذ انطلاقته تعكس اهتمامها الكبير بالبحث العلمي المقدم من جانب الباحثات فلا جنس يفرق في قيمة البحث وموضوعيته وإبداعه، وأصبح المركز يتفاعل مع أعمال الدارة اليومية من حيث استقبال الزائرات لقاعة الملك عبدالعزيز التذكارية، ويسهم في نشاطاتها العلمية الكبيرة مثل تنظيم الجانب النسائي والترتيب والتنسيق مع الباحثات المشاركات في تلك المناسبات فالمركز نظم ونسق مع الباحثات المشاركات في الندوات الملكية الماضية التي نظمتها الدارة وكان عوناً مسانداً لهن في مشاركاتهن، كما يقوم المركز بتلبية الدعوات من الأقسام النسائية في الجامعات السعودية للمشاركة في الاحتفالات باليوم الوطني والمهرجانات الثقافية التي تنظمها لطالباتها وزائراتها ليكون المركز صوتاً لرسالة الدارة الوطنية والتاريخية داخل مجتمع المرأة السعودية. وعلق معالي الدكتور فهد بن عبدالله السماري الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز أن الدارة تمر بمناسبة أربعين عاماً على تأسيسها لابد من شكر الجهود السابقة في خدمة المرأة الباحثة ذلك أن من نافلة القول إن لا تجنيس في المسألة الفكرية فلا تفريق بين الرجل والمرأة بقدر ما هناك تمييز بين البحث الجيد الذي يقف خلفه جهد وموضوعية ومنهجية تشمل فكرته بكل تفاصيلها و بحث تقليدي يعتمد الاقتباس والنقل والتكرارية، لذا رأت الدارة وبتوجيه كريم من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز بإنشاء مركز خاص للمرأة الباحثة يحقق خصوصية المرأة السعودية ويسهل لها الاطلاع مباشرة على الوثائق والمخطوطات والكتب وغيرها من المصادر المتوافرة لدى الدارة «. وقال: إن الأمر لم يقتصر على تقديم الخدمات للباحثات بل تعدى ذلك إلى الإفادة من الباحثات المتميزات في التخصصات كافة وإشراكهن في اللجان العلمية في مشروعات الدارة والهيئات الاستشارية. ويعلق معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز على ذلك قائلاً: « مع تصاعد أعمال الدارة خلال الأربعين سنة الماضية وتحقيقها للشمولية والتكامل في توفير المصادر التاريخية وخدمتها وتصاعد دور المرأة السعودية علمياً وبحثياً كان واجباً أن نشرك الباحثة في الأعمال العلمية، وهذا لا فضل للدارة فيه بحكم ما حققته المرأة الباحثة في المملكة العربية السعودية من تقدم وظيفي ومهني كبير وواضح ومن هنا تم ضم بعض الأسماء النسائية المميزة إلى لجان علمية. كما تنشر دارة الملك عبدالعزيز ضمن إصداراتها العلمية التي بلغت 300 إصدار ؛ بحوثاً ورسائل جامعية وكتباً لباحثات سعوديات وعربيات، فقد بلغت الكتب المنشورة لأسماء نسائية 21 إصداراً تأليفاً وتحقيقاً وترجمة لمؤلفات فضلاً عن أن الدارة تتطلع إلى المزيد من المشاركات وتنشر ما يردها سواء من الأقسام الأكاديمية أو من الباحثات ووفق الاشتراطات المحكمة للنشر لديها. كل هذه الخدمات التي انعكست على علاقة الباحثة بالدارة أو الدارة بالباحثة ستتضاعف مرات في المرحلة الثانية المقبلة حين يتم الانتهاء من مركز الأميرة سارة بنت أحمد السديري لأبحاث المرأة الذي أقره مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز مؤخراً ويبدأ تنفيذه بجوار مقر الدارة بحي المربع وحظي باستبشار كثير من الباحثات المعنيات بالتاريخ ومباركتهن، وكان معالي الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز قد قال في حديث إعلامي سابق عن أهداف المركز الجديد»: إن هذا المركز الذي هو عرفان لوالدة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمهما الله - ودورها في استعادة الرياض وتوحيد البلاد سيكون العمل فيه على محورين الأول استظهار تاريخ المرأة السعودية منذ تأسيس المملكة العربية السعودية وتوثيق إنجازاتها وأدوارها الحضارية في مختلف المراحل التاريخية، والثاني احتضان الباحثة السعودية وغيرها من الباحثات وخدمتها وتقديم كل العون لتسهيل تفصيل أبحاثها العلمية التاريخية وكل ما يتعلق بتاريخ المملكة العربية السعودية بما فيه تاريخ الجوانب النسائية وتاريخ الجزيرة العربية، وهو امتداد لمركز الباحثات الذي خدم الباحثة وتفاعل مع النشاطات العلمية والوطنية النسائية في مناطق المملكة العربية السعودية لأكثر من عقد من الزمن اكتسب خلالها كثيراً من الخبرات المختلفة ومنها الشعور بمعاناة الباحثة السعودية لصعوبة تنقلها وظروفها الاجتماعية التي قد تحد من نشاطها الكامل». إذن الباحثات على موعد مع مركز جديد سيكون مظلة وملتقى لأفكارهن ونشاطهن العلمي وندواتهن المتخصصة وهذا ما يؤمل في تصاعد أعداد المتخصصات الباحثات وارتفاع نسبة مشاركتهن في نشاط الدارة السنوي.