نظم ملتقى عبقر الشعري في نادي جدة الأدبي مساء أول من أمس، أمسية شعرية للشاعر جابر الدبيش، قدمتها بديعة كشغري، التي وصفت الشاعر بأنه يمتلك طاقة شعرية متعددة الأبعاد ليس فقط من حيث الشكل والمضمون والانتماء أو الخصوصية الفنية، حيث ولد الشاعر في قرية الدغارير بجازان"، وأصدر أولى مجموعاته الشعرية هذا العام بعنوان "سيرتها الأولى"، وله تحت الطبع "ليلى والناي" واعتبرت كشغري أن مجموعة "سيرتها الأولى" تستنطق أرض الأجداد كأن ضمير الغائب المؤنث يحيل إلى غياب ما يستشعر أنه فقدان على مستوى القيم والمعالم والناس، بينما في مجموعته الأخرى "ليلى والناي" يتحرر الشاعر من اعتماده على أيديولوجية الفكر والموروث، ويرتقي إلى التغني بالجمال. قدم الدبيش نفسه بلغة وصفها الحضور بأنها أشبه ما تكون بقصيدة، متذكرا طفولته يوم أن شقي ليوفر مبلغ 50 ريالا ليشتري من إحدى مكتبات أحد المسارحة كتاب "جواهر الأدب". وفي المداخلات قال حسين بافقيه، إن النصوص هي ممتنعة عن الفهم أحيانا، وإنه لم يتمكن من القبض على المعنى في بعض قصائد الشاعر، فالمعنى هو قمة ما يمكن أن يلتقي به القارئ أو المستمع، فإذا غاب المعنى فإن النص يتأبى على الفهم وينصرف عنه القارئ، وأشار بافقيه إلى السمات الرعوية في نصوص الدبيش. المنحى الثاني الذي واجهته قصائد الشاعر هو في الحضور الطاغي لصوت الشاعر الراحل محمد الثبيتي في نصوصه، وهو ما أكده بافقيه معتبرا أن هذا الحضور قد يغيب نص الشاعر ويستحضر الشاعر الآخر. وانتهت الأمسية بعد قراءة عدد من القصائد للشاعر، وبكلمة من رئيس الملتقى عبدالعزيز الشريف أشاد فيها بتجربة الشاعر وشكر مقدمة الأمسية بديعة كشغري.