يعد حي البادية من أقدم أحياء الدمام وكان يسمى قديما ب "كامب البدو"، لوقوعه خارج النطاق العمراني لمدينة الدمام آنذاك، واعتماد سكانه على بناء مساكن لهم من الصفيح والعشش، ويعود عمره إلى أكثر من 50 عاما، ويعاني من نقص الخدمات والإهمال. ومع مرور السنين وتطور مدينة الدمام وتنامي رقعة النطاق العمراني أصبح حي البادية من الأحياء الشعبية القديمة التي يسكنها ذوو الدخل المحدود، وطاله الإهمال والنسيان ولم يعد في دائرة الاهتمام والتطوير من قبل الجهات الخدمية المعنية، وأصبح يعاني من عدة مشاكل، من أبرزها وجود مجموعة من المباني الآيلة للسقوط وتسربات مياه الصرف الصحي، وكثرة العمالة الأجنبية المخالفة لنظام العمل. "الوطن" تجولت داخل حي البادية والتقت بعض المواطنين القاطنين في الحي الذين عبروا عن استيائهم الشديد لما وصل به الحال في الحي وتردي الخدمات الهامة والحيوية. ويطالب خالد الناصر، وهو من سكان حي البادية، بلدية الدمام بالالتفات إلى الحي وتخصيص ميزانية أكبر، كونه أحد أقدم الأحياء السكنية بالدمام، ويكتظ بالسكان ويشهد حركة دائمة، مبينا أن الحي يعاني من نقص كبير في الخدمات مثل الأرصفة والإنارة وإعادة السفلتة وتشجير الأحياء. وطالب الناصر بإيجاد حلول عاجلة لبعض المشاكل التي تواجه السكان مثل ضيق الشوارع التي هي عبارة عن أزقة ضيقة بالكاد تكفي لمرور سيارة واحدة، مضيفاً أن هناك كثيرا من المنازل آيلة لسقوط، وأصبحت تشكل خطراً على الأهالي، موضحاً أن شوارع الحي لم تعد تحتمل الكثافة المرورية التي يشهدها في السنوات الأخيرة. ويشتكي عبدالله البارقي، صاحب محل تجاري في حي البادية، من هيمنة العمالة الأجنبية على جميع الأنشطة التجارية، قائلاً إن هنالك نسبة كبيرة جدا من المحلات التجارية التي تسيطر عليها تلك العمالة، ولا سيما محال بيع المواد الغذائية والمطاعم والمخابز والأنشطة التجارية الأخرى. ويقول البارقي إن الزائر على عجل يلحظ مدى تواجد العمالة الأجنبية فيه، مشيرا إلى أن ذلك يتسبب في خلل بالتركيبة السكانية للحي، وهو ما تسبب في خروج عدد كبير من السكان للانتقال للسكن في أحياء أخرى، مضيفا أن هناك مشكلة جوهرية يعاني منها الحي تتمثل في ضعف رقابة فرق التفتيش التابعة لوزارة التجارة والصناعة على المحلات، حيث تتحكم العمالة بالأسعار ويبيعون البضاعة بأسعار مخالفة لأسعار السوق، إلى جانب ضعف رقابة فرق التفتيش البلدية، حيث إن هناك محلات تبيع بعض المواد غير الصالحة للاستهلاك. ويشير محمد الشامسي إلى أن معظم سكان حي البادية يقطنون في منازل شعبية، لافتاً إلى أن الحي ينقصه الكثير من الخدمات، فالشوارع ضيقة وأزقتها غير مسفلتة ورديئة، ومياه الأمطار تتكدس في الشوارع حال هطولها. من جانبه، أوضح رئيس بلدية وسط الدمام المهندس مازن بخرجي ل"الوطن"، أن أمانة المنطقة الشرقية مهتمة بحي البادية، وهو من الأحياء التي ستحظى برعاية خلال المرحلة المقبلة، مشيرا إلى أن هناك خطة لإعادة تأهيل الحي من جديد. وأضاف أن الخطة تتضمن إعادة سفلتة الشوارع وتشجيرها، ورصفها، وتركيب وتقوية الإنارة، إلى جانب عمل هندسي يختص بتنظيم الشوارع الداخلية.