يعاني أغلب سكان حي الدواسر، أحد أقدم وأشهر أحياء الدمام من تزاحم المشكلات البلدية والأمنية والخدمية، حتى باتوا يحلمون بشيء من اهتمام المعنيين بشؤون حيهم العتيق. وطرق المواطنون أبواب المسؤولين وسمعوا الوعود، لكن الحال هو الحال، متهمين الجهات الرسمية بعدم الاهتمام. وتجولت «الشرق» في شوارع وأزقة الحي، واستمعت إلى آراء السكان مرزوق الدوسري ويقول مرزوق الدوسري أصبحنا لا نأمن على أطفالنا الخروج بعد صلاة العشاء، بسبب السلوكيات التي تحدث من بعض الشباب المتهورين والأجانب المخالفين، الذين يتخذون من حينا ملاذاً لهم، مضيفا حتى سياراتنا بتنا نخشى عليها من السرقة أو التلف، ونضطر لإيقافها في الشوارع الرئيسية. وأشار خالد العبودي إلى تحول هوية الحي من الهوية السعودية الخالصة إلى حي يجمع مختلف الأجناس الوافدة. وكشف عن شراء عقاريين بيوتا آيلة للسقوط، وإعادة بنائها وتأجيرها على العمالة، التي تعيد تأجيرها بالتجزئة، وترى غرفة واحدة يسكنها مجموعة من العمال، ويستغرب غياب الجهة المسؤولة لمنعهم حيث يمنع إسكان العزاب بين العوائل. وأوضح أنهم في الحي لا يعلمون الجهة الرسمية لمراجعتها وتخليصهم من العمال. أحمد صنقور ويوضح أحمد صنقور فرج أن الحي أصبح مركزاً للمروجين والمجرمين والمخالفين، الذين يستغلون سوء شوارع الحي وأزقته المظلمة، مطالبا بإيجاد حلول تصلح من شأن الحي وتاريخه الذي ارتبط بالدمام وأهلها. ويطالب الجهات الأمنية تكثيف حملاتها التفتيشية بشكل يومي، وزرع نقاط تفتيش ثابتة تحد من الجرائم والتجاوزات. ويشير عبدالله الخالدي، صاحب مكتب عقار، إلى انتشار خبر نزع أمانة المنطقة الشرقية ملكيات بيوت الحي، وتعويض أصحابها بهدف إعادة تخطيطه، وانتشاله من أوضاعه السيئة، مضيفا أن ذلك لم ينفذ منه شيء، والحي كما هو في سوئه. ويُشير لقيام وافدين بأعمال بيع مشبوهة وتوزيع أقراص كمبيوتر لا نعلم ما تحويه، فضلا عن انتشارهم في شوارع الحي بملابس وأشكال مقززة لم نألفها، وإيقاف سياراتهم على الأرصفة وإغلاقها. ويقول سعدون العماري الوضع في الحي أصبح لا يحتمل، وصرنا نعيش وسط أزمات متعددة. أما المعنيون فلا يحركون ساكناً، فعمال النظافة بالكاد نشاهدهم وكأنهم زائرون لا دور لهم، فالنفايات تظل بالأيام، ويضيف حتى الروائح الكريهة أصبحت منتشرة، لكثرة البالوعات المكشوفة وطفحها الذي يتجدد يومياً، كما أن مصلحة الصرف لا تتعامل مع بلاغاتنا إما تجاهلاً أو لعدم قدرتهم على الوصول إلى غرف التفتيش، بسبب ضيق الشوارع المؤدية لها أو لغلقها بسيارات الساكنين. عبدالله العبود وعبر عبدالله العبود عن خوفه من تزايد أعداد المباني القديمة والآيلة للسقوط، التي هجرها أهلها من عشرات السنوات، مضيفا أن الكثير من السكان يسمعون باستمرار أصوات تصدر من المنازل. ويقول سمير الدوسري إن أول ما يلاحظه الداخل للحي تراكم النفايات بجانب الحاويات وعلى الأرصفة والطرقات والرمي العشوائي، وتجمع الذباب والحشرات عليها دون رقابة ذاتية من أهل الحي والبلدية، مضيفا أن المثير للغرابة موقع الحي في منطقة إستراتيجية، ومجاورته لكثير من المرافق العامة والدوائر الحكومية كإمارة المنطقة الشرقية وإدارة التربية والتعليم وأشهر أسواق المنطقة المسمى «شارع الحب». ويؤكد فهد الشلوي أن السيارات التالفة أصبحت مأوى للحيوانات، وتعود ملكية السيارات لكثير من العمالة التي غادرت البلاد، ونأمل نقلها من الطرق والشوارع الداخلية. ويشير فهد الخضري لفقدان الحي إلى تطبيق الأنظمة المرتبطة بالصحة العامة، فصوالين الحلاقة تخالف اشتراطات البلدية، وكأنها بمعزل عن باقي أحياء الدمام، ومن المخالفات رمي الأنقاض ومضايقة السكان وتعطيل حركة السير في الشوارع. ويضيف حتى البقالات ومحلات بيع الخضار والمطاعم لا يعمل بها أي مواطن. ويقول تجرأت العمالة على البيع على جنبات الطريق، بينما تتم محاسبة ومضايقة المواطنين الذين فتحوا لأنفسهم باب رزق. عيد الثنيان وشكا عيد الثنيان من إلزام المواطن بالتوقيع على تعهد خطي في حال قيامه بإعادة بناء ملكه، وأنه متى ما تم إقرار الإزالة فإن لجنة التثمين لن تنظر لأي إحداث مهما كان وستكتفي بتثمين الأرض فقط! مضيفا نحن نشهد المبالغة في العقارات والإيجارات فإن المواطن ملزم بالاستفادة من ملكه لإسكان أسرته، وحرمنا القرار الجائر من الالتفات إلى شؤوننا الخاصة، وصرنا تحت رحمة صاحب القرار الذي يمكنه التحكم فينا وفي أسرنا وأملاكنا. وألمح حبيب الدوسري إلى غياب الجمعيات الخيرية عن مساعدة الأسر السعودية المحتاجة، وقال هل يعقل أن تنتظر الجمعيات الخيرية المحتاجين لكي يأتوا إليها ليطلبون المساعدة؟ ويأمل بخيت صنقور في إيجاد حلول سريعة للكسارات والجرافات، ونقلها من الحي الذي بات يعانى أطفاله قبل كبار السن من أمراض الربو والحساسية، مشيرا إلى غياب الإنارة بالحي. ويقول المتحدث الرسمي مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أن هناك دراسة متكاملة عن حي الدواسر وحصر جميع احتياجاته البلدية، بعد أن قام أمين المنطقة الشرقية المهندس ضيف الله العتيبي برفقة عدد من مدراء الإدارات المعنية بزيارته، ووجه بلدية وسط الدمام بعمل دراسة متكاملة وحصر الاحتياجات من سفلتة وإنارة ورصف للطرق. وأضاف أنه تم رفع تقريرين باحتياجات الحي إلى إدارة التشغيل والصيانة لوضعها ضمن برنامج تأهيل الأحياء، مشيرا إلى إعادة سفلتة بعض الشوارع الرئيسية، وأنهم يسيرون وفق برنامج مجدول لتأهيل الأحياء بشكل عام، مضيفا قطعنا شوطا كبيرا في سفلتة وتركيب البلاط المتشابك «الإنترلوك» وتغيير الإنارة في الكثير من الأحياء.