سارع رئيس الوزراء المقبل في باكستان نواز شريف، الذي فاز في الانتخابات التشريعية أول من أمس، إلى دعمه للولايات المتحدة في "حربها ضد الإرهاب". ونقلت عنه صحيفة "صنداي تلجراف" البريطانية قوله: إن "الأمر الأكثر أهمية هو عدم السماح أبدا بأن تستخدم أراضينا من أي كان لخلق مشاكل في دولة أخرى من العالم". وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما من جهته، أن واشنطن ستتعاون مع حكومة شريف "كشريكين متساويين". وبدأ شريف مباحثات مع كبار قادة حزب الرابطة الإسلامية، الذي يترأسه لتشكيل الحكومة الجديدة. وذكر الناطق باسم شريف، صديق الفاروق، أنه تقرر أن تضم الحكومة وزراء من حزبه فقط؛ لأن شريف لن يحتاج إلى تشكيل تحالف سياسي مع الأحزاب الأخرى؛ متوقعا أن ينضم 27 من المستقلين لحزبه. وتقرر أن تضم الحكومة 9 وزراء، منهم إسحاق دار، الذي سيتولى وزارة المالية، وكلفه شريف بإعداد خطة لمعالجة أزمة الطاقة، وإعداد الميزانية السنوية خلال المدة من 1 يوليو 2013 لغاية 30 يونيو 2014. ويعد شريف اليوم أقوى رئيس وزراء في تاريخ باكستان، بفعل تغييرات متعددة في الدستور الباكستاني. فقد ضمنت التعديلات التي أدخلت على الدستور أن يكون رئيس الوزراء هو المسيطر على الأسلحة النووية بدلا من رئيس الجمهورية. كما سيتمكن شريف من انتخاب أحد ثقاته لمنصب رئيس الجمهورية للسنوات الخمسة المقبلة، بدلا من آصف علي زرداري، الذي تنتهي مدته القانونية في 8 سبتمبر المقبل، مما يمكنه أيضا من تغيير حكام الأقاليم الباكستانية الأربعة كافة، مما سيزيد من قوته السياسية التي ستمتد في أنحاء باكستان كافة. وسيتمكن شريف أيضا من تعيين رئيس أركان الجيش بعد تقاعد الجنرال أشفاق كياني في 28 نوفمبر 2013. وبذلك سيمتد نفوذ شريف للقوات المسلحة الباكستانية خلال فترة زمنية هامة، تشهد انسحاب القوات الأميركية التدريجي من أفغانستان عبر الأراضي الباكستانية. وعلى مستوى السلطة القضائية، سيتمكن شريف من تعيين رئيس القضاة المقبل بعد تقاعد رئيس القضاة الحالي محمد افتخار تشودري في 11 ديسمبر سنة 2013. وبذلك لن يجد شريف صعوبة في معالجة ما شهدته باكستان من "نشاط قضائي" منذ 2007 وحتى يومنا هذا، مما أدى خلال السنوات الخمسة السابقة إلى صراع بين السلطتين التنفيذية والقضائية، وأقال رئيس الوزراء الباكستاني المنتخب يوسف رضا جيلاني. ويهيمن شريف على إقليم البنجاب، وهو أكبر الأقاليم الباكستانية وأكثرها كثافة سكنية وأغناها وأكثرها تقدما، إذ يسكنه 55% من تعداد سكان البلاد. وتعدّ لاهور عاصمة إقليم البنجاب المركز الثقافي لباكستان أيضا. من جهة أخرى أعلنت طالبان الأفغانية أمس أنها ستفرج "في المستقبل القريب" عن الأتراك الأربعة المخطوفين الباقين من مجموعة خطفت الشهر الماضي كبادرة لحسن النوايا تجاه مسلمين آخرين. وقالت طالبان مستخدمة الاسم الرسمي للحركة "تتوقع إمارة أفغانستان الإسلامية أن تبدي الحكومة التركية أيضا حسن نيتها مقابل ذلك". وكانت تركيا ذكرت أول من أمس أن أربعة أتراك آخرين أفرج عنهم وسلموا إلى وكالة المخابرات التركية. وخطفت طالبان الثمانية في إقليم لوجار بشرق أفغانستان عندما هبطت الطائرة الهليكوبتر التي تقلهم اضطراريا بسبب سوء الأحوال الجوية في 21 أبريل. ولم يتضح ما إذا كان قد تم الإفراج عن قائدي الطائرة. تأريخ • انتهاء رئاسة آصف علي زرداري في 8 سبتمبر المقبل. • تقاعد رئيس أركان الجيش أشفاق كياني في 28 نوفمبر. • تقاعد رئيس القضاة محمد افتخار تشودري في 11 ديسمبر.