صادق الرئيس الباكستاني آصف زرداري أمس الثلاثاء على قرار إعادة القضاة المخلوعين بعدأن أعلنت الحكومة موافقتها على إعادتهم إلى مناصبهم. ونقلت قناة "جيو" الإخبارية التلفزيونية عن مصادر بالرئاسة الباكستانية أنه تم إرسال القرار إلى وزارة العدل لاتخاذ اللازم. وكان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني قد بعث بالقرار إلى زرداري الليلة قبل الماضية لأخذ موافقته . قال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمس الثلاثاء إن الحكومة ستعيد الديمقراطية قريباً لأكبر أقاليمها وأكثرها أهمية من الناحية السياسية. وأعلن جيلاني الاثنين إعادة افتخار شودري إلى منصبه ككبير قضاة المحكمة العليا في باكستان الذي عزل منه عام 2007 في خطوة مفاجئة لنزع فتيل أزمة قادت أكبر حزبين في البلاد إلى طريق الصدام. وجاءت الخطوة بعد أن حذرت الولاياتالمتحدة من أن باكستان شغلت عن التعامل مع مقاتلي تنظيم القاعدة وحركة طالبان على حدودها مع أفغانستان وقالت إن المساعدات الأمريكية قد تكون مهددة ما لم يتم احباط المواجهة التي تلوح في الافق. ولكن المحللين يقولون إن التوترات ستستمر بين الرئيس آصف علي زرداري ومنافسه الرئيسي زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الأسبق نواز شريف. وحذرت صحف من أن الاحتفالات بإعادة تنصيب كبير القضاة يجب أن تكون محدودة لأن المخاطر السياسية مازالت قائمة. ومع ذلك ارتفعت اسعار الأسهم بدرجة كبيرة منذ إعلان إعادة تنصيب كبير القضاة وقال بنك كريدي سويس إن تراجع التوترات السياسية سيساعد على خفض أثر المخاطر السياسية على سوق الأسهم في باكستان. وابلغ جيلاني الصحفيين انه تحدث مع شريف وأبلغه ان الحكومة تريد إعطاء دفعة لجهود المصالحة. وقال جيلاني "الأولوية الأولى هي رفع حكم المحافظ في البنجاب بأسرع وقت ممكن." ويسعى كل من زرداري وشريف لمد نفوذه على الاقليم. وتمت الاطاحة بحكومة نواز شريف في الاقليم الشهر الماضي وفرض زرداري حكما مركزيا هناك بعد ان قضت المحكمة العليا بمنع شريف وشقيقه الذي كان حتى ذلك الوقت رئيس وزراء الاقليم من تولي مناصب بالانتخاب. وأثار قرار المحكمة احدث احتجاجات في باكستان المسلحة نوويا والحليف القوي للولايات المتحدة. وقالت صحيفة "نيوز" الباكستانية في افتتاحيتها امس "هناك الكثير بالفعل الذي يدعو للاحتفال... لكن وسط الفرح هناك حاجة كذلك للحذر." وأضافت الصحيفة ان هناك افتقاراً للوضوح بشأن ما يخطط له بالنسبة لاقليم البنجاب. وتابعت "الحاجة الملحة الآن هي لإعادة طرح الديمقراطية في أكبر أقاليم البلاد والسماح لمجلسه المحلي بالانعقاد في وقت قريب وانتخاب زعيم له." وحزب شريف يسيطر على العدد الأكبر من مقاعد مجلس البنجاب المحلي ومن المرجح ان يسيطر على الاقليم. وقالت صحيفة ديلي تايمز إن انتهاء التوترات بسبب كبير القضاة سيمكن الحكومة من التركيز على الاقتصاد الذي تضرر بشدة من الأزمة السياسية وعلى المعركة ضد الارهاب "التي لا يبدو اننا نكسبها." على صعيد آخر أظهرت حصيلة جديدة صادرة عن الشرطة الباكستانية أمس مقتل 14 شخصاً في الهجوم الانتحاري الذي وقع الاثنين في حي شعبي في روالبيندي قرب اسلام اباد. وقال قائد شرطة روالبيندي ناصر دوراني "قتل 15 شخصاً بينهم الانتحاري وجرح 18 آخرون". وفجر الانتحاري الذي كان في سيارة نفسه امام مطعم قرب محطة لسيارات الأجرة. ووقع الهجوم الذي أدى إلى تدمير عدة سيارات في جادة رئيسية في روالبيندي المدينة الكبيرة المجاورة للعاصمة اسلام أباد حيث المقر العام للجيش الباكستاني. واكد مسؤولون باكستانيون ان الانتحاري كان متواجداً في المكان لتنفيذ اعتداء خلال تظاهرة كانت مقررة الاثنين في روالبيندي. وألغيت التظاهرة في اللحظة الأخيرة عندما خضعت الحكومة لمطالب المعارضة وبينها إعادة القضاة.