تناولت صحيفة (لوس انجلوس تايمز) في افتتاحيتها الوضع في باكستان حيث قالت إن الاقتصاد والغباء السياسي ليس وحدهما المسؤولان عن حالة عدم الاستقرار التي تعاني منها البلاد فهناك التمرد الإسلامي. هذه هي التهديدات الأكثر إلحاحاً في باكستان. غير أن ضعف المؤسسات الديمقراطية والتنافس السياسي هو الذي أثار الاضطرابات المدنية التي تجتاح البلاد. وقالت الصحيفة إن الرئيس آصف زرداري وإن كان مسؤولاً مسؤولية جزئية عن الأزمة إلا أنه استطاع أن يسحب البلاد من حافة العنف مما يعطي بصيص أمل في تجاوز الأزمة الراهنة. وأضافت أن باكستان تجاهد لتحقيق التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية للحكومة والمؤسسة العسكرية القوية التي حكمت البلاد خلال معظم فترات تاريخها القصير، وكان رئيس المحكمة العليا في باكستان واحدا من ضحايا الصراع بين هذه السلطات والمؤسسة العسكرية حيث قام الرئيس والحاكم العسكري السابق الجنرال برويز مشرف بعزله عن منصبه قبل عامين. وقادت الاحتجاجات ضد قرار الفصل إلى استقالة مشرف وعندما عادت البلاد إلى الحكم المدني وعد زرداري بإعادة كبير القضاة افتخار محمد شودري وأربعة قضاة آخرين إلى مناصبهم. ولكن زرداري تأخر لأكثر من عام وعلى ما يبدو خوفاً من أن ينبش شودري في ملفات اتهامات الفساد القديمة الموجهة إليه. كما أنه أي زرداري يتمتع بعلاقات ودية مع المحكمة التي منعت زعيم الحزب المنافس له (نواز شريف) من تولي منصب رئيس حكومة إقليم البنجاب وهكذا حيدت خصم زرداري اللدود أو هكذا يعتقد. فما كان من زعيم المعارضة نواز شريف إلا أن تبنى المطلب الشعبي بإعادة شودري وقاد أسبوعاً من الاحتجاجات في الشوارع كانت تتجه نحو مواجهات عنيفة في العاصمة. ولكن بعد نداءات من المبعوث الأميركي الخاص ريتشارد هولبروك ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وضغوط هادئة من قائد الجيش الباكستاني تراجع زرداري عن موقفه. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة أوباما أوضحت أنها لن تدعم زرداري في كل الحالات مثلما فعلت إدارة بوش ذات مرة مع برويز مشرف كما أن المؤسسة العسكرية بقيادة الجنرال أشفق كياني أشارت إلى أنها ليست مستعدة لدعم زرداري في أي نزاع سياسي داخلي وأن كياني لم يسارع إلى القيام بانقلاب عسكري كما فعل آخرون من قبله وتظاهر الشعب الباكستاني بفعالية بإيعاز من نواز شريف لصالح سيادة القانون. وقالت الصحيفة إن زرداري يبدو في وضع ضعيف الآن كما أن نواز شريف أصبح أكثر جرأة ولكنها تأمل في أن يسيطر الاثنان على خصومتهما حتى يوجها انتباههما إلى قضايا باكستان الأكثر إلحاحاً ومن بينها الانهيار الاقتصادي والتطرف الديني الذي حقق مكاسب في الآونة الأخيرة. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالإعراب عن أملها في أن يتمكن القادة الباكستانيون من تجاوز خلافاتهم الشخصية على غرار ما فعله المواطن الباكستاني العادي من أجل دعم مسيرة الديمقراطية في البلاد.