خرجت وزارة الصحة عن صمتها في أحدث قضية تبديل مواليد، وشهدها أحد مستشفيات تبوك، محملة ممرضة حديثة التعيين (معينة منذ شهر واحد فقط) مسؤولية الخطأ. وأقر الناطق الإعلامي لصحة تبوك عودة العطوي في تصريح إلى "الوطن" أن الأخطاء التي تسجل في عملية تسليم المواليد تعود إلى "تساهلات" العاملين في أقسام الحضانة ورعاية المواليد. وأبان أن العلاقات الإنسانية والاجتماعية تلعب دورا في أخطاء تسليم المواليد، وخصوصا من المواطنين الذين يتحججون بعدم إحضار كرت العائلة. ولم يلق العطوي باللائمة على الممرضة التي تسببت في الخطأ فحسب، بل حمل رئيسة القسم مسؤولية ما جرى، وقال "كيف يمكن أن تعتمد عليها في عمل كهذا؟"، مشيرا إلى أن محاسبة المتسبب في تبديل المواليد ستتم على ضوء التحقيقات التي تجريها "صحة تبوك" حول الحادثة. حملت الشؤون الصحية بمنطقة تبوك ممرضة مسؤولية وقوع خطأ في عملية تسليم مولودين لذويهما، واعترفت في الوقت نفسه بوجود أخطاء في تسليم المواليد بمستشفيات المنطقة عن طريق بعض "التساهلات" التي يقدم عليها العاملون في أقسام الحضانة ورعاية المواليد، مؤكدة في الوقت ذاته على أن تلك الأخطاء هي حالات فردية لا يمكن تعميمها. وأوضح الناطق الإعلامي لصحة تبوك عودة العطوي في تصريح إلى "الوطن" أمس أن بعض العاملين في أقسام الأطفال يتساهل في تسليم المواليد، مرجعا ذلك إلى العلاقات الإنسانية والاجتماعية التي تربط بين أفراد المجتمع، حيث قال: بعض المواطنين يأتيك ويقول "أنا مسافر أنا ما جبت دفتر العائلة، أنتم معقدين الأمور"، مشيرا إلى أنه يحدث عندها بعض التساهل معه من قبل أولئك العاملين. وأشار العطوي إلى أن هناك أنظمة واضحة ودقيقة من قبل الوزارة في هذا الشأن، كتسليم الأطفال لذويهم في ساعة محددة إضافة إلى العمل بنظام "السوار" الذي يوضع في معصم الوليد وأمه ويحوي كافة البيانات، لافتا إلى أن هناك سوارا خاصا بالمواليد الذكور وآخر خاصا بالمواليد الإناث، وتلك الأنظمة تتم مراجعتها دائما من قبل الوزارة لتلافي الأخطاء. وعن تسليم الممرضة الأجنبية المتسببة في الخطأ عملا حساسا ولم يمض على عملها إلا شهر واحد، ذكر العطوي أن الممرضة الأجنبية الجديدة تدرب على الأنظمة لمدة عام كامل وذلك وفق العقد المبرم معها، مشيرا إلى أن الممرضة تتحمل الخطأ، لكنه عاد ليقول "لكن كيف تتكل رئيسة القسم عليها". وبين أن نتائج التحقيق الذي تجريه صحة تبوك حاليا هي التي ستحدد المخطئ في عمله. من جانبه أثنى عبدالسلام البلوي والد الطفلة "لانا" التي تم استبدالها بالخطأ على جهود رجال الأمن في تعاملهم مع قضيته، حيث قال "لولا الله ثم رجال الأمن، لما استعدت طفلتي"، مؤكدا على أنه لم يجد أي اهتمام من قبل صحة تبوك في التعامل مع الحادثة، ولم يتلق أي اتصال أو اعتذار من مسؤولي الصحة. وأضاف "في يوم الجمعة كتب الدكتور المشرف على الحالة خروجا لزوجتي وطفلتها، وبعدما أنهيت إجراءات الخروج للزوجة ذهبت لاستلام الطفلة، لكنهم أخبروني بحاجتها لإجراء بعض التحاليل الطبية". وزاد "عندها عدت لإدخال زوجتي للقسم مرة أخرى، لكنهم اعتذروا بأنه تم عمل خروج لها". وأضاف اضطررت لإخراج زوجتي إلى المنزل وتركت الطفلة، وعند العصر رجعت للمستشفى لاستلام الطفلة، لكنني فوجئت بارتباك غريب، فاستدعيت المشرف المناوب، ليتضح لاحقا أنه تم تسليم ابنتي لأسرة أخرى. وأضاف حاول المشرف التواصل مع العائلة، لكن بيانات التواصل المسجلة في الملف كانت خاطئة، وعندها تواصلت مع الدوريات الأمنية والتي تولت عملها وأعادت لي ابنتي بتحديد جوال "العطوي" الذي كان قد غادر تبوك إلى القليبة. من جهته أكد الناطق الإعلامي لشرطة تبوك الرائد خالد الغبان أمس أنه لا توجد شبهة جنائية في الحادث. إلى ذلك أكدت مصادر ل"الوطن" أن الممرضة المتسببة في المشكلة تم نقلها من الحضانة إلى قسم آخر.