انضمت "نادي السيارات" الصادرة عن دار الشروق المصرية أخيرا، إلى مجموعة أعمال الروائي المصري، علاء الأسواني، صاحب روايتي "عمارة يعقوبيان" و"شيكاغو". تدور أحداث الرواية الواقعة في 666 صفحة من القطع المتوسطة، في أربعينيات القرن الماضي، وبالتحديد في عصر الملك فاروق، الذي تولى الحكم رسميا بين 1937 - 1952.أما مكان الأحداث، وما يتفرع عنها من قصص جانبية، فهو نادي السيارات بالقاهرة، المكان الذي تأسس أصلا كناد يجمع الأوروبيين المقيمين في مصر من أصحاب السيارات، والذي توسع لاحقا ليشمل أبناء الذوات والنخب السياسية والاقتصادية المصرية، في وقت كان فيه امتلاك سيارة خاصة دلالة على الثراء، إذ لا يتجاوز عدد السيارات بضع مئات في كل القطر المصري. كما يمثل النادي إشارة إلى أحد مظاهر خضوع مصر لكيانات رأسمالية استعمارية أنشأها الرجل الأبيض لخدمته أولا، وخدمة النخب المحلية المتحالفة معه. الأبطال الرئيسيون للرواية عبدالعزيز همام، وزوجته رقية، وأولاده الثلاثة محمود وكامل وسعيد وابنته صالحة، الذين يهاجرون إلى القاهرة بعد إفلاس عبدالعزيز بسبب إنفاقه الكبير على جماعته وأهله في الصعيد، وبعد استقرار الأسرة في القاهرة، يجد عبدالعزيز عملا في النادي الذي يديره إنجليزي يدعى مستر رايت. عنصر الشر الأساسي في الرواية هو خادم الملك الشخصي النوبي "ألكوو"، الذي يحظى بأعمال إضافية يراكم بها ثروته، ومنها أنه متعهد العمال الحصري في نادي السيارات، إذ يوظف العمال ويتقاسم "البقشيش" معهم نهاية كل أسبوع. كما أفرد الأسواني مساحات واسعة لفساد القصر، إلى جانب انتقاد خضوعه للاحتلال البريطاني لمصر. كما توحي رمزية ألكوو بأنه الذراع المحلي الباطش والمسخر لخدمة سيدين هما الاستعمار والملك فاروق. الفصول الأولى للرواية تبدأ بقصة مخترع السيارات الألماني كارل بنز، ومعاناته في صناعة أول سيارة تعمل على الوقود الحيوي، ليجد مدخلا إلى نادي السيارات في مصر. وليس مفهوما بعد إذا كان استجلاب شخصية من ألمانيا وربطها قسرا وإن بطريقة غير مباشرة بنادي السيارات في القاهرة أمرا موفقا. النهايات جاءت تقليدية على طريقة الأفلام المصرية، حيث ينتصر الخير على الشر، فالخادم النوبي المتسلط "ألكوو" يقتل في فراشه، رغم كل الحماية التي توفرها له القصور، أما كامل المقاوم، فإنه يتوج حبه للإنجليزية الشقراء ميتسي بالزواج، وتحصل صالحة على الطلاق وتكمل دراستها كما أوصاها أبوها خلال حياته بأن تكون مدرسة جامعية.