كل ذي بصيرة يلحظ الحراك بالوزارات كافة من حولنا ويقرأ ويسمع عن النقد والتطوير والإشادة والأخذ والرد بسجال هدفه وهمه رفعة الخدمات وتطورها بما يخدم المواطن والوطن، لكن ثمة مشهدا سقط إما سهوا أو امتيازا من المعني أو لسبب نجهله إنها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد والأوقاف ولأكون منصفاً أعني بالتطور المنتظر ما ترتبط به الوزارة مع المواطنين والمقيمين كافة وهو ما يتعلق بالمساجد والصلاة بحكم تخصصها، لا أجد لهذه الوزارة حضورا وجهدا يعنيني كفرد إلا بمسألة تحديد أماكن صلاة العيد أو الاستسقاء وموعد دخول الإمام. بينما ووفق المنطق أنتظر كثيرا من هذه الوزارة مثلاً أين الوزارة بمسألة الكسوف والخسوف والتعميم المسبق وتحديد بدء وأماكن إقامة الصلاة بكل المناطق والمحافظات. قبل أيام حدث خسوف للقمر لم نسمع عنه وكانت المسألة عشوائية واجتهادات فردية من قبل الأئمة، مساجد كثيرة لم تقم الصلاة وهذا حمل كثيرا خصوصا من كبار السن الجهد والعناء بحثا عن مساجد تقام بها الصلاة. الملحوظة الثانية بتلك الليلة تفاوت بدء الصلاة والفراغ منها، فمساجد بدأت حين فرغت بعض المساجد من الصلاة، أي إن أحد تلك المساجد لم يصل بالوقت المحدد وهذا يخشى عليه بطلان الصلاة لعدم إقامتها بوقتها. كل يجتهد دون تحديد واضح وقاطع وهذا خلل فللكسوف والخسوف أوقات محددة للصلاة. المأمول من الوزارة مستقبلا التنويه والتعميم قبل حالات الكسوف والخسوف وتحديد المساجد أو الجوامع التي ستقيم الصلاة وتوقيتها بتوقيت محدد كل حسب منطقته ومحافظته وإنهاء حالة الاجتهاد الفردي غير الدقيق. ولعل من المشاهد المهمة الغائبة عنها الوزارة أوقات تقلبات الطقس، فتبعيات هذا الإهمال غيبت كثيرا من الرخص والسنن المهجورة في هذا الجانب، واختفت سماحة الإسلام وبساطته وأخفيت الرخص حتى إنه يجهلها كثير من أطفالنا، ليالي شتاء شديدة البرودة أو نهار ماطر أو عاصف ترابي لم نسمع (صلوا برحالكم)، واختفت رخص الجمع بين الصلوات وكأنها لسبب نجهله أسقطت ونسيت وقد يعود الأمر لقلة فقه الأئمة والمؤذنين. لم يراع فيها كبير سن أو طفل أو مريض ولله الحمد نحن بوطن يقبل على المسجد إفراده كافة. ولابد من وضع آلية واضحة وثابتة في هذا الخصوص وألا تترك لاجتهدات فردية فالأئمة تختلف درجات فقههم وإلمامهم كما تختلف (حدة) سماحتهم وتلمسهم العذر، لا بد من توحيد الموقف خصوصا وأن مثل هذه الأمور ميسرة ولله الحمد بزمن التطور والتقنية وسهولة التواصل الجماعي من قبل كل فرع بالمحافظات والمناطق مع الأئمة والمؤذنين، كما أنه من المناسب جدولة دورات تدريبية ولقاءات تشرح للأئمة الأحاديث السنية والمواقف التي تجيز الرخص، إما بالجمع بين الصلوات أو الصلاة بالرحال. أكتب هذه الملحوظات ليس لتحديد ما ننتظره من تطوير واهتمام، بل لأنها شأن دائم مرتبط بنا ننتظر سرعة من يجدد ويصحح المسار ليكون الجميع على بينة، واثقا من أن هذه الأحرف ستجد صدى إيجابيا من قبل المعنيين جزاهم الله عنا كل خير.