"تعال يا وليدي، صور مياه المجاري، صور البعوض" كانت هذه الكلمات التي أطلقتها إحدى الجدات في بلدة الفضول، أثناء جولة "الوطن"، أول من أمس، كفيلة بأن نبقى هناك لأكثر من 3 ساعات، للتجول في أزقتها وحاراتها، ولا يصدق أحد أن أحياء البلدة تعيش على مياه الصرف الصحي الطافحة على مدار الساعة، أو أن المنازل الداخلية لا تصلها المياه، ويعتمد أهاليها على الصهاريج الصغيرة وينفقون أموالاً كثيرة من أجل نقطة الماء، ناهيك عن مقبرة البلدة المكشوفة ومغتسل الموتى الذي لا يصلح ولا يليق بتغسيل الأموات. سيد شرف العلي-أحد السكان الذين يطالبون بالخدمات للبلدة- قال ل"الوطن" لا يمكن أن يكون الكلام أبلغ من الصورة هنا في بلدتنا المنسية، ولعل الجدة التي تحدثت قبل قليل وشرحت معاناتها وأسهبت في الكلام خير شاهد على معاناة الناس، فالحي الشرقي عانى كثيراً من خط مياه الصرف الصحي الذي لا يتحمل التصريف ويكون طافحاً باستمرار، ويخلف وراءه الأمراض والروائح والمستنقعات للحشرات والبعوض الذي يتسلل إلى المنازل ويسكن غرف النوم، وآثاره واضحة على أيادي الأطفال خصوصاً، رغم أننا على هذه الحالة لسنوات والمعاملات موجودة في أدراج فرع المياه ومنسية إلى يومنا هذا". عدسة "الوطن" لمحها المواطن عبدالله البريه ليصحبنا إلى أزقة البلدة التي تشبه الدهاليز، منعدمة النظافة، وسفلتة قديمة تجاوزت الثلاثين عاماً، وتفرض تعرجات الأزقة وتداخلها معاً ظلاماً دامساً في المساء بعدما خلت جدرانها من الفوانيس، وإن وجدت فهي تالفة. وأكد البريه أن الهم الكبير هناك هو الانقطاع المتكرر لشبكة المياه التي تستخدم للغسيل، ويستمر انقطاعها أياماً وليالي، ولا يمكن للصهاريج الكبيرة أن تدخل في الأزقة. من جانبه، ذكر نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفضول الخيرية محمد النويصر أن للأهالي الكثير من الآمال التي يطمحون لتحقيقها والملاحظات التي يطالبون بمعالجتها، فقد بقيت مجموعة من الشوارع بلا سفلتة وأخرى لم ترصف أو يستكمل ترصيفها وحتى الشوارع العامة منها رغم تعدد المطالبات بهذا الشأن. وأضاف أن الحي الجنوبي بات يشكل مأساة على ساكنيه، الذين يحلمون بإيصال شبكة الصرف الصحي إليهم، وهو مطلب ضروري، علماً بأنه سبق مخاطبة فرع المياه في المحافظة ولكن لا نتيجة تذكر، مشيراً إلى مطلب آخر وهو إنشاء مبانٍ لمدارس أو مجمع تعليمي، فلا وجود للمدارس الابتدائية للبنات اللاتي يدرسن في بلدة مجاورة، ولا مبنى حكومي لمدرسة متوسطة وثانوية للبنين كذلك، مع وجود أراضٍ تعود ملكيتها للدولة -جنوب البلدة-، وأرض أخرى -شرق البلدة- كذلك يمكن الاستفادة منها ك"روضة أطفال حكومية"، مطالباً بوضع حواجز ساترة على سور المدرسة المتوسطة والثانوية الأولى للبنات أو تغطية الساحة القريبة من الجهتين الشمالية والشرقية بالمظلات لقرب المنازل منها والتي تكشف المدرسة بسهولة. وذكر النويصر أن مقبرة الفضول أصبحت مكشوفة تماماً وبأسوار تساوت مع الشارع، سقطت وآيلة للسقوط كذلك، موضحاً أن مغتسل الموتى لا يصلح ولا يليق بتغسيل الأموات الذين تشتد حرمتهم بعد مماتهم، وناشد أمانة الأحساء بالمسارعة في ترسية مشروع بناء مغتسل إكراماً للموتى. من جهته، بيّن مدير فرع المياه بمحافظة الأحساء المهندس عبدالله بن يوسف الدوله، ل"الوطن" أن الطفح في مياه التصريف ببلدة الفضول يحدث في أوقات الذروة، نتيجة عدم تحمل خط الطرد الناقل لمياه الصرف الصحي من محطة الفضول إلى محطة المعالجة الرئيسية، ولحل مشكلة الطفح في بلدة الفضول، يجري العمل على استبدال جزء من خط الطرد الناقل، وسينتهي العمل به قريبا وتشغيله، علما أنه يتم مراقبة موقع الطفح وسحب مياه الصرف الصحي بالشفاطات أولا بأول، في حال ظهورها وتطهير وتعقيم المواقع.