تضاربت آراء إعلاميين وأكاديميين حول فرض قوانين لحماية اللغة العربية، واتهم بعضهم إذاعات ال FM بإفساد اللغة، ففي الوقت الذي أشاد فيه غالبية المشاركين في حلقة نقاش أمس بعنوان "اللغة العربية والإعلان"، نظمها مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، بقرار وزير التجارة إلزام المنشآت التجارية بالتعامل بالعربية، وكتابة أسماء المنتجات بالفصحى، اعترض الدكتور محمد ربيع الغامدي على فرض العقوبات على المخالفين، مشيراً إلى أنه لا يجب أن يكون هناك خلط بين التناول الإيديولوجي والمعرفي، حيث إن اللغة تدخل في إطار المعرفة. ولم يتوصل المشاركون إلى رأي موحد حول ما إذا كانت الرسالة الإعلانية يجب أن توجه باللغة العربية الفصحى بشكل كامل، ففي الوقت الذي انحاز فيه البعض لهذا الرأي، رأي آخرون أن هناك بعض السلع لا تتناسب مع الفصحى، وخاصة العروض الموجهة لفئة الشباب وصغار السن. أستاذ الإعلام بجامعة الملك سعود الدكتور عبداللطيف العوفي أشار إلى أن اللغة من أهم عوامل النجاح في الإعلان، فهي تؤثر على قوته وتأثيره، مشيراً إلى أن بعض الدول بدأت بإصدار قوانين تمنع الإعلان بلغات أجنبية حفاظاً على لغتها، وخشية غزو اللغات الهجينة، ومن بينها روسيا، وفرنسا، وكوريا. وبدأ الدكتور محمد ربيع الغامدي بحكاية عن "الوانيت"، الذي تحول من كلمة أجنبية "ون – أيت" إلى كلمة معربة باللهجة البدوية. الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عبدالله الحيدري تحدثت عن خصائص الإعلان ولغته. وأثارت ورقة الدكتور محمد الربيع جدلاً، حيث لخصها في عبارة "أنظمة وتعليمات تناصر الفصحى، وواقع يرسخ العامية"، مشيراً إلى أن الإعلان دخل وسائل الإعلام السعودية المرئية والمسموعة متأخراً في عام 1406، فيما هاجم إذاعات ال FM، متهماً إياها بإفساد اللغة، والخلط بين العامية والفصيحة، والعامية الغربية، واللغات الأجنبية. وتحدثت ورقة الدكتور محمد لطفي الزليطني"الإعلان بين نظام اللغة ومقتضيات التواصل"، عن الإعلان من حيث مفهومه وخصائصه اللغوية والكيفية التي بها يؤدي وظيفته، ومدى تأثيره في سلوكيات المتلقين اليومية. الجلسة الثانية خصصت للحديث عن لغة الإعلان في وسائل الإعلان المختلفة، وأدارتها الدكتورة خولة الموسى، وشارك فيها إبراهيم الصقعوب، بورقة عن لغة الإعلان في الإذاعة، استعرض فيها التشريعات التي تنص على أهمية تداول الفصحى وتعميقها في الإذاعة السعودية. وأكد على الدور الوحدوي للفصحى في مخاطبة العالم العربي، الأمر الذي تعجز عن تحقيقه العامية، "وأننا بحاجة إلى توظيف الإعلان في الإذاعة والتلفزيون لتقريب اللغة العربية من أذهان أطفالنا".