وقف المصور الفلكي محمد العبدالكريم، في جناحه المخصص بمهرجان "ربيع الجبيل"، وأمامه تليسكوب موصول بكاميرا رقمية، وجهاز لاب توب، وخلفه مجموعة من الصور المعروضة على شكل لوحات فنية غريبة الأشكال، والألوان، والمضامين. لم يفهم الزوار طبيعة ما يقدمه الرجل، ولم يلفت انتباههم سوى التليسكوب، فالكل يود أن ينظر من خلاله إلى الفضاء، لم يتردد المصور في إيضاح الأمر. ليكتشفوا لأول مرة عالم التصوير الفلكي. يقول العبدالكريم ل"الوطن"، إن التصوير يتم بتوصيل كاميرا CCD بالتليسكوب الفلكي أو الأرضي بنفس الطريقة التي يتم بها وصل الكاميرا الاعتيادية، للحصول على صورة رقمية، وفي هذا النوع من التصوير يكون زمن التعرض للضوء سريعا جدا؛ ليتمكن الفنان من تصوير الأجرام البعيدة والقاتمة"، مشيرا إلى أن رؤية الصورة تتم عبر شاشة كمبيوتر محمول، أو شاشة تلفزيون متنقلة. العبدالكريم يهوى هذا النوع من الفن، ويزاوله منذ ست سنوات، وهو عضو في "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة"، ويفضل ممارسة هوايته في الأسبوع الأخير نهاية كل شهر، حيث الظلام الذي يجبره على مغادرة مدينته، والذهاب إلى البر، أوالصحراء لتصوير الأجرام السماوية المختلفة. يقول إن بعض لقطاته استغرق تصوير الواحدة منها 13 ساعة متواصلة، قضاها في حالة من الترقب المضني، الذي تكون نتائجه عادة جمالا غير متوقع. لا يقدر الفنان لوحاته بثمن، ولم يفكر يوما في بيعها، يقول: "لا أبيع صورة عادية في تكوينها، أو أدوات التقاطها، أو توقيت ومدة تصويرها، فالمصور هنا يقدم صورا لا ترى بالعين المجردة، ولا يمكن لأحد أن يتخيلها". ويشارك الفنان بأعماله في الجامعات، والكليات العلمية، والمراصد الفلكية، وهيئات الأرصاد، وأحيانا يحرص البعض من متذوقي الجمال على اقتناء ما ينتجه من لوحات وصور نادرة لمجرات وأجرام سماوية غير معروفة. ودعا العبدالكريم إلى أن تنظم الجهات ذات العلاقة بالفلك، أو الثقافة والفنون معارض خاصة بالتصوير الفلكي، للتعريف به.