"وهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ" "ولقَدْ جَعلْنا في السَّماءِ بُرُوجًا وَزيّنّاها لِلنّاظِرين" "فلا أُقْسِمُ بِمواقِعِ النّجُومِ وإنّه قسَمٌ لَوْ تعلَمون عَظيم" وآيات أخرى عظيمة في القرآن الكريم تشير إلى معجزة الأفلاك السماوية التي تسبح بمسافات دقيقة وحركة متوازنة لا يعلمها إلا الله سبحانه! تدعونا للتفكر والتدبر في إبداع الخالق عزّوجلّ وكم شغلت السماء البشر باتساعها وهيبتها ونجومها وأقمارها وأجرامها فكتبوها شعرا وتأملوها عشقا وصوروها ضوءا . فكانت النجوم رفيقة المسافرين وسميرة العاشقين وحجة المسبّحين وهدفا للمصورين الذين حلّقت أرواحهم إليها قبل أنظارهم فتأملوا وراقبوا حركتها لساعات متواصلة في ليال طويلة لنشاهد صورا لا نراها بالعين المجردة! محمد العبدالكريم المصور الفوتوغرافي الفلكي محمد العبدالكريم عضو الجمعية الفلكية بجدة الذي اتخذ من التصوير الفلكي رسالة له. بدأ حديثه بمقولة غاليليو: "عشقت النجوم لدرجة انني لم أعد أهاب الظلام" ويتابع : كنت محبا للفلك ومراقبة السماء وتلك الأضواء الجميلة الموزعة باتقان على لوحة السماء إلى مالا نهاية وهذا ما شدني للتصوير الفلكي فبدأت ممارسة التصوير الفلكي عام 2009. مستزيدا بالقراءة والبحث في هذا المجال، لم يكن هناك مصادر محليا ولا حتى عربيا، لذلك بدأت باقتناء الكتب والسيديات وكذلك الدروس عن طريق النت، فأصبحت ملما أكثر بالتقنيات الخاصة بالتصوير الفلكي Deep sky بالتوازي مع ذلك بدأت بتجميع المعدات اللازمة (تلسكوب حامل متحرك، عدسات، وكاميرا مع الاكسسوارات الخاصة). وبنهاية عام2009 أصبحت قادرا على جعل هذه التوليفة أو الأوركستر تعمل بشكل متناغم. اصبحت هذه المعدات تتزايد لتواكب تغطية أغلب الأهداف ( الأجرام السماوية، المجرات، السدم، والتجمعات النجمية) حيث إن كل هدف له معداته بحسب حجمه وبُعده، استغل الإجازات وأحيانا عطلة نهاية الأسبوع في الخروج للتصوير. وكل موسم من مواسم السنة له مناظره التي تحتار بالاختيار أيها أجمل. احرص دائما أن أكون في مكان يكون فيه السماء أصفى ما يكون بعيدا عن تلوث أضواء المدن كي أمضي الليل باقتناص صورة أو حتى جزء من صورة لأحد هذه الأجرام السماوية؛ فالكاميرا تستطيع تصوير مالا تستطيع رؤيته العين وبخاصة في هذا النوع من التصوير. كما هو معلوم أن للتصوير الفلكي طرقه ومعداته الخاصة التي تختلف نوعا ما عن بقية مجالات التصوير الفوتوغرافي، على سبيل المثال البرامج الخاصة بمعالجة الصور من حيث بالتكديس ومعالجة التشويش وغيرها. قبل ذلك الكاميرات، فبالرغم من ان كاميرات SLR تستخدم في هذا المجال لكن بحذر لأن الصور الفلكيه تحتاج فترات تعريض طويلة تمتد لساعات فهناك أيضا كاميلاات CCD المخصصة للتصوير الفلكي لأنها أكثر حساسية وتتميز بخاصية تبريد للحساس تصل إلى -45 تحت درجة حرارة الجو. مع الأسف ان التصوير الفلكي غير منتشر في منطقتنا العربيه، لذلك كانت مشاركاتي غالبا في منتديات ومجموعات أجنبية ورسالتي أن أنشره محليا. حاليا استخدم كاميرتين للتصوير إما Canon 5D MIIاو SBIG ST8300 Monochrome بحسب طبيعة الهدف المراد تصويره، الميزة الإضافية في الكاميرا الثانية هي إمكانية التصوير بفلاتر Narrow band وذلك لاستهداف أشعة أو موجات بالطيف ذات نطاق ضيق لا يمكن للكامير العادية استقبال هذه الأشعه,يكون ذلك في السدم من النوع المشع وتحتاج فترات تعريض طويلة جدا تصل إلى أكثر من عشر ساعات طبعا في أكثر من ليلة. أحد الصور المرفقة تم تصويرها بهذه الطريقة واستغرقت مني فترة تعريض 13 ساعه على مدى ثلاث ليال. يتم أخذ إطارات ثانوية مثلا 10 دقائق لكل إطار ومن ثم يتم دمج أو تكديس هذه الإطارات في إطار أساسي كل لون على حده. إنجازات المصور محمد العبدالكريم.. * فاز أحد أعماله بأفضل صورة فلكية عربية للعام 2011 في المسابقة التي نظمها المشروع الإسلامي لرصد الأهلة بأبوظبي. * أقام معرضا في الجبيل الصناعية بعنوان "ألوان فلكية" حاز كثيرا على إعجاب الزوار. * يحضّر حاليا لمعرض آخر سيكون ضمن فعاليات ندوة فلكية تنظمها الجامعة الأمريكية بالشارقة وستضم هذه الندوه نخبة من المختصين بعلم الفلك. * يقوم بعمل اللمسات النهائية لموقعه "ألوان فلكية" والذي سوف يكون مختصا بالتصوير الفلكي. * وضع درساً عن أساسيات التصوير الفلكي في أحد المنتديات العربية.