مع أن الرسم التوضيحي أو الكاريكاتير المصاحب للنص الأدبي في كتب الأطفال أمر مهم جدا لتبسيط المادة المكتوبة، وجعلها سهلة الاستيعاب من قبل الطفل، إلا أن العديد من المؤلفين يبدون تذمرا واضحا من إرفاق بعض دور النشر لرسوم بعيدة جدا عن مضامين القصص. ويؤيد رسام الكاريكاتير حسين السماعيل تذمر كتاب نصوص الأطفال من هذا التوظيف الخاطئ للرسوم، حيث يقول: لا شك أن تذمر الكّتاب أحيانا في محله، ولا أستطيع رمي اللوم هنا على أحد بعينه، إنما هو تقصير مشترك بين رسامي قصص الأطفال من الفنانين الرقميين أوالكاريكاتير وكتاب النصوص في التنسيق وتبادل الخبرات. وأضاف: أعتقد أن من الحلول المطروحة التجمع تحت مظلة جمعية تجمع الفنانين للتنسيق وتبادل الخبرات فيما بينهم. وقد قرأت مؤخراً أن مجموعة من شباب وفتيات اجتمعوا وكونوا جماعة "الفن الرقمي".. تابعة للجنة التنمية الاجتماعة في القطيف، وهي خطوة جيدة، فإن استمرت فإنني أعتقد أن الكّتاب سيجدون فيها بديلا عن الاستعانة بفنانين من خارج المملكة. أما الفنان ورسام الكريكاتير حسين الحاجي فيرى أن الاعتماد على رسّامين لم يعيشوا ضمن الإطار الاجتماعي لنفس الكاتب، أوجد هذه الفجوة بين النصوص المكتوبة والرسوم المصاحبة في الكتاب أو القصة. وعن السبب في ظهور هذا التباين بين النص والرسم يقول الحاجي: ليست هناك قلة في عدد الرسّامين، فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي يجد نخبة من الرسامين الذين لا تقل مستوياتهم عن المعروفين في الصحف، وعددهم أضعاف المشهورين، لكن السبب الرئيسي هو ضعف العناية والاهتمام بالرسامين على اختلاف توجهاتهم ، فلا نجد غير جمعية الثقافة والفنون التي لها ميزانية محدودة وبرامج قليلة محددة لا تتناسب مع طاقات الشباب وتوجهاتهم، وليس لها القدرة على احتضانهم وتطويرهم وإبرازهم على الساحة العامة والفنية، فترى الشباب يجتمعون مع بعضهم البعض في مجموعات "الواتس أب" مثلا، أو ضمن مجموعات شبابية في المهرجانات المحلية على شكل رسامين هواة. وتتفق الفنانة "يثرب الصدير" مع رؤية الحاجي، حيث علقت على سؤال "الوطن" بالقول: أدب الأطفال أدب قديم جدا، لكن الاهتمام به في مجتمعنا العربي جاء متأخرا جدا. وحتى عندما بدأ العالم العربي بالاعتناء بأدب الطفل جاءت معظم قصصه من ترجمات الآداب الغربية التي تركز على شخصيات محدودة.. فالنص يحوي نفس الحبكة ونفس النهاية. واستدركت الصدير: لن أقول إنه لا يوجد من اهتم بنقل تراثنا الفكري إلى الطفل على شكل قصص، لكن للأسف جاءت طريقة النقل ضعيفة بعض الشيء، إلى جانب عدم وجود استراتيجية للاهتمام بالطفل وأدبه، مع قلة المهتمين والمبدعين في الكتابة أو الرسم للطفل. وأضافت: لكن لابد أن أذكر هنا بادرة هي الأولى من نوعها قامت بها الدكتورة هدى العمودي، وهي تأليف كتاب مرجعي بعنوان "دليل كتاب ورسامي أدب الأطفال في المملكة".. جاء في سبعة أقسام احتوت على عناوين، مثل "الكتاب الرواد، الكتاب المعاصرون، الرسامون، أهم الدراسات العلمية في أدب الطفل، الهيئات الناشرة لأدب الطفل، نوادي القراءة بالمملكة، مجلات الأطفال التي صدرت بالمملكة".