فيما أرجع الرئيس التنفيذي ل"سابك" محمد الماضي، توجه الشركة لخفض بعض الوظائف وإيقاف بعض عملياتها في أوروبا إلى انخفاض الطلب الاستهلاكي الأوروبي وضعف الاقتصاد هناك، مشيراً إلى أن الشركة تعكف حاليا على مراجعة آفاق النمو في جميع أنحاء العالم، كشف أن شركته ستتوسع في صناعة المطاط، لافتاً إلى أن ذلك سيكون قيد العمل والإنتاج خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وأكد الماضي خلال مؤتمر صحفي عقده أمس بمقر الشركة لإلقاء الضوء على أداء الشركة خلال الربع الأول، على أن قرار الشركة بالاستغناء عن عدد من موظفيها في السوق الأوروبي، يأتي في سياق ما تقوم به الشركة من مراجعة تكلفة الإنتاج في أسواقها في العالم كافة، لافتاً إلى أن الأزمة الأوروبية أثرت على الشركات العاملة هناك كافة، وهو ما اضطر الشركة لبحث تحسين التكلفة، بما في ذلك الاستغناء عن جزء من العمالة، مضيفاً أن "سابك" شركة كبيرة ولن تتأثر بإغلاق بعض الوحدات أو خفض بعض الوظائف، وهي لا تفعل هذا لأنها تريد تسريح عمال أو إغلاق أي وحدات، وإنما تفعل ذلك لأن الوضع يتطلب ذلك." وعن أبرز مشاريع الشركة المستقبلية، كشف الماضي أن الشركة ستتوسع في صناعة المطاط، وهو من أكبر المشاريع التي ستنعكس على اقتصاد المملكة، نظراً لما يترتب عليه من صناعات "صغيرة"، مشيراً إلى أنه سيكون قيد العمل والإنتاج خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. وحول اعتزام الشركة الدخول في "توطين" تقنية صناعة السيارات، أوضح الماضي أن سابك عضو في اللجنة المسؤولة عن التجمعات الصناعية الوطنية، وأضاف "منتجاتنا متوفرة وجاهزة، لتوطين صناعة السيارات في المملكة، ونتباحث مع شركات عالمية - في إطار اللجنة المذكورة - لمعرفة ما إذا كان لديهم الرغبة في توطين صناعة قطع الغيار. وكانت الشركة قد تحدثت أمس عن تحقيق صافي ربح خلال الربع الأول لهذا العام بواقع 6.56 مليار ريال، بزيادة قدرها 13٪ عن الربع الرابع من العام المنصرم، وانخفاض مقداره 10٪ عن الفترة ذاتها من الربع المماثل، خلال 2012، إذ عزا الماضي ذلك النمو في الأرباح إلى نسبة الارتفاع لزيادة أسعار بعض المنتجات، فيما برر الانخفاض إلى ما تشهده السوق الأوروبية من أزمة اقتصادية. ولفت الماضي إلى تأثير الأزمة الاقتصادية في أوروبا، في ظل اتخاذ إجراءات تقشفية من قبل صناع القرار إزاءها، مشيداً بسوق الصين، الذي وصفه بالعمود الفقري للنمو، بالرغم من انخفاضه نسبة للأعوام السابقة، في الوقت الذي تشهد فيه أسواق أميركا الشمالية نمواً متدنياً، والنمو في سوق التشييد والبناء. وعن قضايا الإغراق، أفاد الماضي بأن الشركة انتهت من قضايا الإغراق الكبيرة كافة، وتعمل على استشعار ذلك في المستقبل، في الوقت الذي استبعد وجود استحواذات في الفترة الحالية، وقال إنها مرهونة بوجود فرص جديرة بالاهتمام. وحول نية الشركة في الاستثمار في الغاز الصخري، أوضح الماضي أن الشركة مهتمة في قطاع البتروكيماويات بشكل عام، في الوقت الذي يشكل الغاز الصخري أحد هذه الجوانب التي تبحث الشركة الاستثمار فيها، متى ما وجد أن ذلك مجد اقتصاديا، مستبعداً أن يتم ذلك في السوق الأميركية في وقت قريب، نظراً لتدني مستوى النمو. ورد الماضي على الانتقادات الموجهة لسياسة التسعير التي تتخذها الشركة، مشيراً إلى أن الأسعار التي تضعها "سابك"، هي أسعار منافسة، ولولا ذلك لما استحوذت على الحصة الأكبر من السوق، والتي تلعب أسبقيتها في الإنتاج، دوراً فيها إلى جانب السعر المنافس، وبرر عدم إعلان الشركة عن أسعارها بأنه أمر "غير ضروري".