تبدأ محكمة جنايات الإسكندرية غدا "الثلاثاء" أولى جلسات محاكمة أمين، ورقيب شرطة، بتهمة القبض على الشاب خالد سعيد -29عاما- بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا واستعمال القسوة معه. وتعقد هذه المحاكمة وسط أجواء متوترة للغاية خاصة بعد استحواذ القضية على اهتمام عالمي غير مسبوق من الاتحاد الأوروبي والخارجية الأمريكية معا، مما دفع السلطات الأمنية لاستخراج تصاريح محددة لمندوبي ومراسلي الصحف ووسائل الإعلام لتغطية وقائع الجلسة. وكان سعيد الذي عرفت قضيته إعلاميا "بشهيد الطوارئ" فارق الحياة في 6 يونيو الماضي، بعد تعرضه للضرب حتى الموت من قبل رجال الشرطة في قسم سيد جابر بمحافظة الإسكندرية - وفق منظمات حقوقية - وهو ما نفته وزارة الداخلية. وكانت التحقيقات التي أشرف عليها المستشار ياسر رفاعي المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية أكدت أن أمين ورقيب الشرطة ألقيا القبض على الشاب أثناء جلوسه في مقهى إنترنت بالقرب من مسكنه - الكائن بمنطقة كليوباترا وسط الإسكندرية - لتنفيذ حكم جنائي صادر ضده. وتبين من التحقيقات أن الشاب كان بحيازته لفافة لمخدر البانجو أثناء إلقاء القبض عليه قام بابتلاعها ليتعرض "لاسفكسيا" الاختناق ويلفظ أنفاسه وفقا لتقرير الطب الشرعي الذي أعاد تشريح الجثة، وأن الشرطيين تعديا عليه بالضرب. وكان النائب العام المصري المستشار عبد المجيد محمود أحال أمين ورقيب الشرطة إلى الجنايات "محبوسين" بعد أن وجهت لهما تهم القبض على سعيد بدون وجه حق وتعذيبه بدنيا واستعمال القسوة معه. وتذكر روايات متعددة لجهات حقوقية ناشطة أن الشاب خالد اعترض على طريقة تعامل المخبرين فقام أحدهما بتقييده من الخلف لشل حركته، وعندما حاول المجني عليه الخلاص منهما قاما بطرحه على الأرض وركله في البطن والصدر، وعندما توسل أصحاب المقهى للمخبرين بتركه قاما بسحبه إلى منزل مجاور وأنهالا عليه ركلا وضربا ورطما لجسده بمدخل العقار وبوابته الحديدية، مما أصابه بكسر في الجمجمة وفارق الحياة.