استنجد باحثون غربيون وعرب بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لمساعدتهم في تحديد مورثة جديدة من متلازمة (آدم أوليفر)، إذ قام باحثون من مصر وإسبانيا والولايات المتحدة الأميركية بإرسال عينات من مرضى يعانون من هذه المتلازمة النادرة، إلى مختبر الوراثيات التطورية بالمستشفى لفحصها وتحديد الجين الذي يقف خلفها. وكان مختبر الوراثيات التطورية في مركز أبحاث "التخصصي" قد حدد أول مورثة متنحية لهذه المتلازمة قبل عامين، ونشرت حينها في المجلات المرجعية العلمية، وهو الأمر الذي دفع باحثين في مراكز طبية في أميركا وإسبانيا ومصر إلى إرسال عينات مرضى لديهم إلى مركز أبحاث التخصصي للبحث عن تلك التأثيرات الجينية المحتملة. وبمجرد تلقي العينات تمكن الفريق البحثي الذي يشرف عليه كبير علماء الجينات، رئيس مختبر الوراثيات التطورية في المركز الدكتور فوزان الكريع، وفي مقدمته الدكتورة رناد شاهين، من تحديد مورثة متنحية أخرى تسمىEOGT تسببت ثلاث طفرات مختلفة فيها إلى حصول المرض عند العائلات الثلاث المرسلة من تلك الدول. وذكر الدكتور الكريع أن "هذه المتلازمة تظهر في فقد جزئي لفروة الرأس ونقص في الأطراف، وأن تحديد الطفرة المسؤولة سيساعد العائلات المصابة في الاستفادة من تقنيات حديثة لتجنب ولادة أطفال آخرين مصابين بهذا المرض النادر". وأعرب عن امتنانه للثقة الكبيرة التي أولاها له زملاؤه الباحثون من تلك الدول المختلفة، والذين آثروا إرسال عيناتهم النادرة إلى مختبره، عوضاً عن مختبرات أخرى، مرجعاً ذلك إلى السمعة العالمية التي اكتسبها مختبره، حيث قام في السنوات الأخيرة بتحديد أكثر من خمسين مورثة وربطها بأمراض وراثية لأول مرة. وأوضح الدكتور الكريع أن تحديد هذه المورثة يفتح آفاقاً جديدة في مجال فهم التطور الطبيعي للأطراف البشرية، حيث أظهرت التجارب التي قام بها الفريق البحثي أن هذه المورثة تظهر بوضوح عند بداية تشكل الأطراف عند أجنة الفئران، لافتاً إلى أنه لابد من إجراء المزيد من الأبحاث لفهم النواحي الوظيفية المختلفة لهذا الجين. يذكر أن البحث العلمي قد جرى نشره في المجلة الأميركية للوراثة البشرية في عددها الصادر لشهر أبريل وتم تمويله من قبل مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ومؤسسة هارفارد للأبحاث الطبية بدبي.