دعا الائتلاف الوطني السوري أمس الحكومة اللبنانية إلى منع "حزب الله" من تنفيذ عمليات داخل سورية، مطالبا الثوار ب"ضبط النفس" وعدم استهداف مناطق لبنانية. ويأتي ذلك بعد قصف الثوار في منطقة القصير بحمص معاقل للحزب الشيعي في منطقة الهرمل شرق لبنان ما أدى لمقتل شخصين الأحد الماضي. ودعا الائتلاف في بيان أمس "الحكومة اللبنانية إلى ضبط حدودها ووقف جميع العمليات المنسوبة لحزب الله في المواقع القريبة من الحدود السورية". وأضاف "آن الأوان للحكومة اللبنانية التي اتخذت سياسة النأي بالنفس، إلى التوقف عن غض النظر عن السياسات التعسفية التي يمارسها حزب الله في تدخله بالشؤون السورية". وبدوره أكد الجيش الحر أن مقاتلي "حزب الله" سيطروا على موقع "تل قادش" الاستراتيجي بريف حمص، وأن المعارك مستمرة حول مدينة القصير. وأهاب بيان للجيش الحر "بالحكومة اللبنانية والجيش اللبناني بألا تقف موقف الحياد تجاه قوات حزب الله التي تهاجم القصير، وإلا سنرد بكل قوة وحزم تجاه أي موقع للحزب ضمن الأراضي السورية وضمن الأراضي اللبنانية". من جهة أخرى، استهدفت بلجيكا أمس شبكات تجنيد المقاتلين من أجل سورية وقامت بعشرات المداهمات وبتوقيفات في الأوساط الإسلامية فيما تكاثر انضمام شبان بلجيكيين إلى المعارضين المسلحين السوريين. وقال متحدث باسم النيابة الفيدرالية إن الشرطة البلجيكية قامت أمس "ب 46 عملية مداهمة في انتورب (شمال) وفيلفوردي" في ضاحية بروكسل. وانطلق من المدينتين في الأشهر الأخيرة عدد كبير من حوالي ثمانين متطوعا شابا للقتال في سورية، حسب النيابة. وتأتي حملة المداهمات في إطار رد السلطات البلجيكية على توجه شباب مسلمين متشددين للقتال وهي ظاهرة بدأت تتسع في الدول الأوروبية ومن بينها فرنسا وهولندا، وتثير ضجة كبيرة في بلجيكا منذ أسابيع. وفي نيويورك أصدر مسؤولو خمس وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة بيانا مشتركا دعوا فيه إلى "إنقاذ الشعب السوري والمنطقة من الكارثة". وقال هؤلاء المسؤولون "بسبب انعدام الأمن وقيود أخرى بسورية، إضافة إلى عوائق مالية، فإننا قد نضطر وربما بعد بضعة أسابيع إلى تعليق جزء من مساعدتنا الإنسانية". في المقابل، خفف الرئيس السوري بشار الأسد الأحكام الصادرة على سجناء أمس بمناسبة عيد الجلاء ولكن نشطاء قالوا إنها لفتة لا معنى لها دون الإفراج عن آلاف المعتقلين السياسيين. وقال زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب إن تخفيف الأحكام تلك ستعد لفتة ايجابية لو أنه تم الإفراج عن النساء والأطفال من بين المعتقلين خلال الأيام المقبلة. وأضاف أنه يريد عفوا عن الجرائم والإفراج عن كل الأبرياء الذين يوجد منهم أكثر من 160 ألف شخص والأهم من بينهم النساء والأطفال وإذا حدث ذلك فإنه سيقول إنه إحدى علامات حل سوري.