لا يرى المدرب التونسي فتحي الجبال، المتوج أخيرا مع فريقه الفتح بلقب دوري زين للمحترفين، عقده مع "النموذجي" "ارتباطا ورقيا"، مبينا أنه وجد راحته بين أركان هذا النادي الفتح معتبرا نفسه من منظومة مجلس الإدارة، وكشف الجبال ل"الوطن" في حديث ما بعد التتويج التاريخي، أنه لن يسمح للاعبيه بالتهاون في اللقاءين المتبقيين في المسابقة أمام الوحدة والاتفاق، وسيبحث معهم تحقيق أعلى رصيد نقطي بالدوري، تمهيدا لخوض مسابقة كأس خادم الحرمين التي سيسعى لبلوغ مباراتها النهائية، مشيرا إلى أن سيعلن بقية تفاصيل معسكر الفريق في ألمانيا تجهيزا للموسم المقبل بمجرد تحديد مواعيد بداية الموسم الجديد. كيف عشت ليلة مواجهتكم مع الأهلي؟ كان تفكيرنا منصبا على أن تكون هذه المباراة، كونها الأخيرة المجدولة لنا في الأحساء، تتويجا لنا وفرحة لأنصارنا الذين توقعنا حضورهم الكثيف لمساندتنا.. حتى أجواء التحضير لهذه المباراة كانت على غير العادة، كنا كجهاز فني نود أن نشرح للاعبينا عبر الفيديو أسلوب لعب الأهلي، وهو أمر معتاد قبل كل مباراة بيد أننا فضلنا تجنب ذلك حتى نبعد اللاعبين عن الضغوط وهدفنا إلى أن يدخل اللاعبون اللقاء بأريحية بالتشديد على أن المطلوب منهم فقط تقديم مباراة من أجل جماهيرهم وليس البحث عن التتويج، وأن الحسم إن لم يحدث في هذه المباراة سيكون في التي تليها.. كنا ندرك جيدا أن الأهلي عنيد وقوي، وربما نخسر أو نتعادل أمامه.. أما لحظات ما بعد المباراة من الصعب أن أجد كلمات تصفها وهذا إحساسنا جميعا وليس كجهاز فني فقط، عشنا مع الجماهير فرحة كبرى في الأحساء بل في المنطقة بأسرها، فرحة ليست طبيعية وخصوصا وأن الفريق لم يكن من بين المرشحين ويعتبر أول إنجاز في تاريخه ونحن فخورون به.. الإنسان يشعر بقمة السعادة عندما يجعل من حوله سعداء، والآن بعد كل هذه الضغوطات التي عايشناها نحتاج لراحة للتلذذ بهذا الإحساس الجميل. هل هناك أسرار لهذا الإنجاز التاريخي؟ بصدق لا توجد أي أسرار.. كل الأمور سبق وأن أفصحت عنها عبر صحيفتكم "الوطن"، وتتمثل في الروح الجماعية والانضباط وإخلاص المجموعة كاملة، والمفردة التي كان الجميع يتحدث بها هي "نحن" وألغينا من قاموسنا ما سواها.. عشنا مع بعض كمجموعة واحدة، وإن كان هناك من سر فهذا هو سرنا الذي نملكه وتفوقنا به. الآن وبعد الحسم، أمامكم مباراتا الوحدة ثم الاتفاق، كيف ستتعاملون معهما؟ لن نتهاون أبدا كما كنا نفعل قبلها، كل مباراة إذا لم تضع لها أهدافا بالتأكيد لن تنتصر وسيتراجع المستوى وتصيب الجميع حالة ارتخاء، خصوصا بعد الضغوط الكبيرة وبعد تحقيقنا للهدف الأهم.. نريد أن نغرس في اللاعبين ثقافة الفوز وتحقيق أرقام ذات أولوية، ما مررنا به يعد بمجمله قياسيا ونريد أن نواصله ببلوغ رقم نقطي أعلى لنكون أول فريق يحقق ذلك في الدوري، وهذا هدف يلزم تحقيقه فوزنا في هذين اللقاءين، بغض النظر عن نوعية المنافس، هبوط الوحدة سيجعله يلعب بارتياح وكذلك الاتفاق لا وجود لضغوط على لاعبيه وهو فريق من الحجم الثقيل، وهنا تكمن الصعوبة. هناك من بدأ بترديد توقفكم عند هذا المنجز، وأنكم لن تحققوا شيئا بعده؟ قلة من المحللين والنقاد ممن شاهدناهم كانوا مؤمنين بما نقدمه منذ بداية الموسم، وآخرون كانوا ينظرون لتحقيقنا اللقب بالأمر الصعب جدا حتى ونحن في منتصف الطريق، هؤلاء كانوا مثل الوقود بالنسبة لنا، وباتت المسألة بمثابة التحدي.. نحن نعرف حجمنا جيدا رغم حصولنا على الدوري ونعرف إمكاناتنا كفريق وإمكانات النادي، وبعد أن ينتهي الموسم الحالي ونحقق أهدافنا سيكون لنا أهداف أخرى سنعمل على أساسها ولأجلها، وبالتأكيد ستكون متماشية مع إمكاناتنا، وهذا أمر لا نستطيع الحديث عنه إلا بعد نهاية الموسم. ماذا عن عقدك مع الفتح؟ هذا سؤال لن تجد إجابة عليه تخالف ما سبق، عقدي مع الفتح معنوي أكثر منه كتابي.. أنا أعمل بكل أريحية وأي مدرب عندما يجد هذا الارتياح فبكل تأكيد لن يفرط فيه، وسبق في آخر حوار أجريته معكم في "الوطن" أن تطرقت لخططنا للموسم المقبل بشكل عريض، وعموما نحن في نادي الفتح لا نشترط على بعضنا البعض بل نعمل بهدوء وقراراتنا بالإجماع والتشاور، وأعتبر نفسي من منظومة إدارة النادي وسأجلس معهم كعادتي ونتحدث سويا في كل الجوانب والإدارة لن تقصر في أي شيء طالما هدفنا الأول والأخير الرقي بالنادي. وماذا عن مقر وتفاصيل معسكركم الإعدادي الأوروبي؟ لا نستطيع الدخول في تفاصيل قبل أن نعرف متى سيبدأ الموسم الجديد، عندما يعلن عن مواعيده يمكنك حينها تحديد برنامجك.. الأمر الأكيد أن الفريق سيدخل معسكرا في أوروبا، وتحديدا في ألمانيا وهي نفس منطقة الموسم الماضي، شعرنا بارتياح تام في تلك المنطقة ومتوفر فيها كل شيء، وفيما يتعلق بموعد المعسكر سنفصح عنه بعد إعلان الروزنامة الجديدة. هل ستطال أي تغييرات فيما يخص اللاعبين، سواء المحليين أو الأجانب؟ معظم لاعبينا عقودهم مستمرة مع النادي ولا توجد أي مشاكل، وإن حدثت تغييرات لن تكون بشكل كبير، فمثلا دوريس سالومو تبقت في عقده سنتان وإلتون خوزيه وسيسكو أمامهما سنة، ولم يتبق إلا شادي أبو هشهش، وعندما ينتهي الدوري سنحدد موقفنا معه وإن كانت هناك أحاديث معه حول الاستمرار. أين ستتوقف طموحاتكم هذا الموسم بعد دوري زين؟ بكل تأكيد سعداء بهذا اللقب، في الموسم الماضي أحرزنا المركز الثالث في كأس خادم الحرمين للأبطال وإن شاء الله نطمح هذا الموسم في الأفضل بأن نصل للمباراة النهائية، عندما نكون طرفا في نهائي بهذا الحجم وبحضور خادم الحرمين سيكون ذلك شرفا كبيرا.. ولكن لن نمارس أي ضغوطات على اللاعبين وسنكتفي الآن بطموح اللعب على النهائي لنواصل إسعاد جماهيرنا التي أود شكرها ونتمنى أن نحافظ عليها وهذا لا يأتي إلا بالنتائج المميزة، والشكر أيضا ل"الوطن" على مساندتها لنا وإبراز اسم الفتح.