سأقول لك حقيقة، هي في الواقع مُرة أليمة. ستبكي وتحزن بينما العالم يبتهج. ستحزن وتأسى وتُظلم لكن أساك ومظلمتك ستتحولان إلى متعة. المريض يدخل غرفة العمليات مغموما مهموما لكنه سيخرج ينعم بالعافية ويستأنف حياته الصافية، المرأة في حالة الولادة تتألم أشد الألم لكن عندما يأتي المولود تنسى الكرب بسبب فرحتها بمولودها القادم إلى الدنيا. يوما ما قد يكون يوم أساك لكن ستنجلي المآسي وتعيش الفرح والسرور، يومها لن يستطيع أحد أن يأخذك بعيدا عن وضعك السعيد. لا أحد بمقدوره أن يسلبك فرحك وسرورك. في هذا العالم ستواجه الصعاب لكن احتفظ بقلبك فستستعيد ربيعه قريبا. من الصعوبة تقبل الواقع في بعض الأحيان. مؤلم أن يبذل الطالب جل وقته في الدراسة بينما الآخرون يلهون في كل مكان، محزن أن تعيش الحرمان أثناء الحمية الغذائية بينما الآخرون يقضمون ما لذ وطاب، لكن ستظهر بعد ذلك الفرحة الكبيرة لأن النتائج كبيرة، البكاء والحزن والحداد ليست سوى مخاض لأمر ما، هكذا الحياة، لا تقلق، فهناك طفل قادم إلى العالم. سينقلب حزنك فرحا. عندما تكون حياتك كئيبة، تأكد أن غمك سينقلب بهجة وسرورا، ثق بأن التحول الكبير ينتظرك. حينما تكون العلاقة سببا لمتاعبك، يجب أن تحولها إلى متعة. عندما تبدأ القلاقل بتسديد ضرباتها القاسية عليك، استجمع قواك فستفرح قريبا. عندما لا تتحرك مواردك التجارية اعرف جيدا أنه مجرد وقت وسوف تعاني من الفائض، كما يعاني الجائع من التخمة لاحقا. حينما لا يكون شيء جيد في حياتك تحلى بالصبر، فقريبا ستبتهج، ولن يحول بينك وبين البهجة كائنا من كان. عندما تتقاطر المصاعب تجاهك، انظر إلى المولود الجميل القادم بعد عملية المخاض. تذكر: الطفل نعمة جميلة، هدية ربانية رائعة. بيد أن الطفل لا يأتي بسهولة، بل حمل ثقيل، آلام، مخاوف، دماء، بكاء، متاعب هائلة. لكن هل يُتصور أن يأتي أحد إلى عائلة رزقت بمولود ويقول أنا حزنت لما مر بكم من متاعب، آلمتني المصاعب التي عانيتموها. كلا، فبدلا من ذلك ستنهال عليك التهاني والتبريكات. الآن عندما تأتي الأقدار بالأكدار، لا تفكر بعقلية الألم، بل بعقلية منحة الطفل. عقلية التركيز على النتائج، عقلية التركيز على الفرح، عقلية التركيز على النجاح. ومن المدهش كيف تنسى المرأة آلام الولادة بسرعة لكنها لا تنسى آلام تصرفات بعض الأزواج. إذا كنت الآن في حال من الحزن أو الظرف العصيب تأكد أن هذا هو الوقت لتعيش هذه الظروف ثم ما تلبث أن تستأنف الفرح والسرور قريبا بإذن الله. هذا الوقت وقت مخاض الطفل القادم. أنت لا تزال في عالم الاضطرابات. لا تقلق وتذكر إن مع العسر يسرا. المهم الفرح في نهاية المطاف. يجب أن تستأنف الفرح مرة أخرى. مَن مِن الخلق يستطيع أن يسلب الفرح والسرور منك؟ حتى في غياهب السجن استمتع العظماء والنبلاء بأوقاتهم وأنتج بعضهم ما لم ينتجه الطلقاء. يجب أن تمضي في سبيلك والسعادة تغمرك، ناسيا أو متناسيا الدّين والدائن، والصعب والمصاعب. كلها ستنجلي بإذن القدير العلي. هل أنت الآن حزين ومتألم، وربما تبكي على انفراد في خلوتك أو على وسادتك؟ هل أنت واقع في المتاعب إلى أخمص قدميك؟ لا تقلق أنت في ميدان العمل، معترك الحياة وحالتك في وضعية المخاض. الطفل قادم وقادم. قريبا يبدأ الناس في زف التهاني. مبروك الوظيفة. مبروك الزواج. مبروك البيت الجديد. مبروك السيارة الجديدة. أثاث بيتك جميل، لون سيارتك أجمل. الحمد لله على شفائكم، أبارك لكم سلامتكم. وأنا أبارك لنفسي أن قرأت مقالي هذا.