استغرب الرئيس السابق للجنة الاحتراف بالاتحاد السعودي لكرة القدم، علي بادغيش، ما يروجه البعض حول إعفائه من منصبه، مبيناً الأسباب الحقيقية وراء هذه الأقاويل. وتطرق بادغيش إلى تفاصيل قضية نادي نجران التي شغلت الشارع الرياضي أخيراً، كما أشار إلى تجربته الطويلة مع الاحتراف في السعودية، مبيناً الصعوبات التي واجهها منذ أن تم إقرار الاحتراف قبل 20 عاما، كاشفاً عن وجود توجه لديه للترشح إلى لجان الاتحاد الآسيوي عن طريق الاتحاد السعودي، وفي الوقت الذي أشاد فيه بالفكر الإداري لنادي الفتح مطالبا جميع الأندية بالاستفادة منه حذر من وقوع الأندية في وضع القادسية الذي وصفه ب"المنحور".. حوار مطول أجرته "الوطن" مع بادغيش كشف فيه الكثير والمثير.. استقلت أم أعفيت من رئاسة لجنة الاحتراف؟ معروف مسبقاً أنني مكلف برئاسة اللجنة إلى نهاية الموسم، وهناك قرار يوجب بأن يكون جميع رؤساء اللجان من الاتحاد السعودي لكرة القدم، لكن بعد تشكيل الاتحاد المؤقت احتاجوا لخبرات البعض، وبالنسبة للجنة الاحتراف، فالدكتور صالح بن ناصر الذي كان يترأسها، تقاعد عن العمل وكذلك نائبه أحمد عيد الذي تولى رئاسة اتحاد كرة القدم، فكان من الضروري أن يكون هناك من يترأس اللجنة، ولهذا كلفت برئاستها إلى حين تشكيل المجلس الجديد، وللأسف هناك من يعلم بتلك التفاصيل ومع ذلك وصف نهاية تكليفي بالإعفاء، فيما هناك جزء لا يعلم أساساً أنه سيتم تشكيل جديد. هل تعتقد أن شفافيتك مع الإعلام تسببت في إحراج اللجان الأخرى؟ الشفافية مطلوبة من الجميع وليس من لجنة الاحتراف فقط، لكن الأخيرة تُسلط عليها الأضواء أكثر كون عملها يمس كثيرا من الأندية من خلال تنقلات اللاعبين وتسجيلهم، لذا نجد الإعلام يركض خلفها، حتى أنه وبمجرد التشكيل الأخير للجان ورؤسائها، اتجهت الأضواء الإعلامية نحو رئيس لجنة الاحتراف الدكتور عبدالله البرقان قبل أن يصل بيته. إذن تستبعد أن يكون لقضية نجران أي علاقة؟ نحن نتحدث عن أمر تكليف تم قبل ديسمبر 2012 بإدارة اللجنة مؤقتا وليس في أمور فنية، وللعلم فإنني اشترطت قبول المهمة حتى نهاية الموسم فقط، كما أن المادة 41 من نظام الاتحاد تنص على أن يكون رئيس اللجنة عضواً بالاتحاد قدر الإمكان، وهذا يعني أن هناك لجانا تحتاج لمختصين، مثل لجنتي الحكام والاستئناف، فإن لم يترشح أو يفوز بعضوية الاتحاد أي حكم أو قانوني، تتم الاستعانة برئيس للجنة من خارجه، ولجنة الاحتراف لا تحتاج لشخص متخصص، بل إداري، ولو أردت الخروج إعلامياً لأثرت قضية نجران قبل هذا التوقيت، فهي موجودة لدينا منذ 20 فبراير الماضي، أي قبل شهر ونصف الشهر، وأرسلنا خطابا لنجران بشأن انتهاء المهلة التي تم تسجيل اللاعبين على أساسها، وطبقنا النظام وأخبرناهم بإيقاف لاعبيهم وبلغنا لجنة المسابقات وهي المعنية بالأمر، وبعد هذه الفترة الطويلة، فتح الإعلام القضية، وبدوري لم أتردد في كشف الواقع والخطوات السليمة التي اتخذناها. لا يوجد قضية منظورة كما يعتقد البعض ونحن لم يصلنا أي تعميم أو قرار بعدم الإدلاء بأي تصريح للإعلام عن قضية منظورة، وأعتقد أن القضية أخذت أكبر من حجمها. تعتبر لجنة الاحتراف أكثر اللجان تطوراً، ما تعليقك؟ اللجنة كانت تضم شخصيات كبيرة ملمة بنظام الاحتراف برئاسة الدكتور صالح بن ناصر، وانتهى الأمر بنا إلى ثلاثة أشخاص، ومن الصعب أن نتمكن من التطوير في خمسة أشهر، كانت لدينا أمور تطويرية واقتراحات مطروحة تمنينا لو أسعفنا الوقت لتنفيذها إلا أننا سنسلمها للجنة الجديدة، وأعتقد أن الدكتور البرقان سيهتم بها وسيضيف عليها. لماذا تُتهم اللجنة بتأخير صرف مستحقات الأندية ومديري الاحتراف؟ اللجنة جهة منفذة وليست جهة مالية، وتأخر المستحقات حتى بالنسبة لنا يزعجنا ويحزننا للغاية، ولابد أن تنظر إدارة اتحاد كرة القدم لهذا الأمر وتعمل على تسويته ودفع المتأخرات ولو على دفعات. كيف ترى الاحتراف بعد 20 عاماً من تطبيقه؟ الاحتراف إما أن تأخذه كله أو تتركه كله، ونحن أخذنا احتراف اللاعبين فقط.. لقد عاصرت الاحتراف منذ البداية وحدثت عوائق كثيرة في بداية تطبيقه، وكان التوجه أن نطبقه بشكل كامل على أن نبدأ باللاعبين ثم تحترف المنظومة كاملة. بم تصف تجربتك في لجنة الاحتراف؟ تجربتي باختصار ممتعة ومفيدة، لكن أتمنى أن يكون هناك تفهم لأسباب اتخاذ أي قرار، لأن كل حالة لها خصوصياتها ولهذا تُشكل اللجان، ولا يوجد ناد لا تواجهه مشاكل.. وأقول لمن قال عن قضية نجران بأنه لو طبق النظام على الجميع فستكون كل الأندية مخالفة، إن عليه أن يطرح أدلته ويثبتها، فليس من الممكن لأي من لجان الاتحاد، أن تطبق قرارا على ناد وتترك آخر، فالاتحاد الدولي مستمر في تطوير لوائحه، ومن الطبيعي أن يحدث ذلك أيضا في الاتحاد السعودي وتحديدا في لجنة الاحتراف. لجوؤكم إلى الفيفا لأخذ آرائه في قضايا معينة، هل يعني عدم إلمامكم باللوائح؟ عندما نفعل ذلك لا نفكر في إخلاء مسؤوليتنا أو خلافه أو أنه يعني عدم إلمامنا باللوائح، فلدينا الخبرة والكفاءة للبت في أي أمر، وعندما نضطر لذلك، تكون هناك أمور شائكة أو رغبة في التأكد من صحة قرار خشية أن يقع الظلم على أي طرف. ماذا عن احتراف اللاعب السعودي خارجيا؟ لا يوجد نظام ليس به ثغرات، وكلما وُجدت ثغرة في لجنة الاحتراف، نسعى إلى تصحيحها، كمسألة احتراف اللاعب خارجيا، حيث خلصنا إلى ضرورة عدم تسجيله محليا إلا بعد سنتين للقضاء على ما يسمى ب"الكوبري"، وهناك مقترحات أخرى موضوعة للتعديل نتمنى من اللجنة الجديدة أن تواصل العمل عليها.. الآن لا يستطيع سوى اللاعب الهاوي الاحتراف خارجيا بطريقة "الكوبري"، وهذه أيضا يجب أن توجد اللجنة لها حلا. ما أسباب عدم احتراف لاعبينا بأندية خارجية معروفة؟ نحن نتمنى رؤية لاعبينا في أندية خارجية، لكن ارتفاع عقودهم محليا أثر سلبيا على توجههم وأيضا على مستوياتهم فنيا، وهناك مقترح نتمنى من اللجنة الجديدة الأخذ به أو تطويره حتى تتم السيطرة على هذه العقود المبالغ في قيمتها، حيث اقترحنا وضع سقف لهذه العقود وأخذنا التجربة الأوروبية بوضع ميزانية للنادي وعدم تجاوزها على أن توضع حسب الدخل الثابت للأندية، وإن كان عدم توفر رعاة لبعض الأندية، يمثل إشكالية أتمنى أن ينظر لها اتحاد اللعبة. كيف ترى ترشيح حافظ المدلج لرئاسة الاتحاد الآسيوي؟ الانتخابات القارية لها لعبتها وأذكر عندما كنا في الاتحاد الآسيوي في عهد الراحل عبدالله الدبل، كان لنا أسلوبنا الخاص، لكن الآن أنا بعيد عن هذه الأجواء، وأرى أنه من الضروري وجود توافق بين مرشحي غرب آسيا الثلاثة لتوحيد الصف وعدم ضياع الفرصة، وأكشف عبركم أن لدي توجها للترشح لإحدى لجان الاتحاد الآسيوي عن طريق الاتحاد السعودي، فقد سبق وأن ترأست فنية الاتحاد القاري، لكن تنفيذ هذا التوجه يحتاج لدراسة الأوضاع والدعم الذي سيتوفر لي من قبل اتحادنا. ماذا عن أوضاع ناديك القادسية؟ وضعه لا يحسد عليه ولا أحد يماثله فيما يعاني، الأندية أصبحت تدار بالفكر والمال، ومن الممكن أن يأتي الفكر بالمال وليس العكس، ولدينا قدوة ممثلة بالفتح الذي تحتاج فكر إدارته كل الأندية السعودية، فإدارته وظفت ميزانية قليلة بنجاح بدليل اقتراب الفريق الكروي من تحقيق لقب الدوري وهو الأقل ميزانية مقارنة بأندية كثيرة، وما يملكه الفتح ماديا أقل من قيمة بيع عقد لاعب قدساوي واحد، نادينا أمره محزن رغم أن خزينته انتعشت بتوقيع أكبر عقود للاعبين على مستوى الكرة السعودية كياسر القحطاني ومحمد السهلاوي وسعودي كريري وسعيد الودعاني وأخيرا ياسر الشهراني، فأين ذهبت أموال تلك الصفقات، وإن كان بعضها ذهب في الأسهم، فأين البقية؟ .. القادسية يسير للأسوأ، وما يحدث بسبب أهله. ماذا تقترح للقدساويين للخروج من هذا المأزق، وهل ترغب في الترشح لرئاسته مجددا؟ المسألة ليست في علي بادغيش أو غيره، النادي بحاجة إلى أن يتحد رجالاته ويبتعدوا عن الأمور الشخصية وينسوا الماضي بأكمله، وأن يتم تشكيل مجلس إدارة تترأسه شخصية مقبولة من الجميع قادرة ماديا وفكريا تمنح كامل فرصتها، وهذا ما سعينا إليه أكثر من مرة، لكن فشلنا، حيث سبق وأن اجتمعنا في أحد الفنادق للم الشمل، فاختلفنا وافترقنا. وطالما أن النادي بلا مجلس شرف لدينا، فستبقى مشاكله في ازدياد. مدينة الخبر مليئة بأسر معروفة وشخصيات قادرة على إدارة النادي، مثل بيت العفالق والجبر في الأحساء، وطارق التميمي ومعن الصانع في الخبر. بم تعلق على بيع عقد ياسر الشهراني للهلال ومخالفة الرتوعي قرار الإدارة؟ لا يهمني بكم بيع عقد اللاعب، وما يهم كيف يستفيد النادي من المبلغ. يجب استغلاله بشراء عقود لاعبين جدد وهذا ما رددته منذ سنوات عقب بيع عقد ياسر القحطاني وسعودي كريري، ولو عدنا لحساب مجموع بيع عقدي القحطاني وكريري بجانب عقود سعيد الودعاني ومحمد السهلاوي وعبدالملك الخيبري ويوسف السالم وعبده حكمي وياسر الشهراني، لتجاوزت المئة مليون ريال في عشر سنوات، إلى جانب مداخيل النادي الأخرى.. فأين الفائدة من كل هذا وأين البدلاء والنتائج؟.. بصراحة القادسية أصبح في عداد الأموات والضرب في الميت حرام، وسامح الله من تسبب في نحر النادي، وكما أشرت مسبقا، يجب أن يدرس في الأندية ما يفعله الفتح من باب التحفيز، وفي المقابل يجب أن تدرس حالة القادسية للتحذير.