أخلت عشرات الشركات بالمنطقة الشرقية أمس موظفيها نتيجة ارتداد زلزالي ربطه مختصون بزلزال وقع في مدينة بوشهر الإيرانية بقوة 6.4 بمقياس ريختر، فيما أوضحت إدارة الدفاع المدني بالمنطقة أن غرف العمليات تلقت سيلا من الاتصالات تفيد بالشعور بهزة أرضية، إلا أنها أكدت عدم تسجيل إصابات بشرية في الميدان. وأكد شهود عيان ل"الوطن" أن مدينة الخبر أكثر الأماكن التي استشعر فيها مواطنون الهزة، في حين قدر خبير فلكي الهزة التي حدثت بالخبروالدمام بارتداد زلزالي قدره مابين 2.8 الى 3 بمقياس ريختر. الجبيل والسفانية الأقرب وأبلغ "الوطن" مدير المركز الوطني للزلازل والبراكين المهندس هاني زهران أمس، أن المنطقة الشرقية وكذلك منطقة الرياض، شعرتا بالهزة الأرضية، التي تعرضت لها الأراضي الإيرانية، عند الساعة الثانية و52 دقيقة من ظهر أمس، وتحديداً في منطقة تبعد نحو 85 كيلو مترا من منطقة بو شهر الإيرانية، وبلغت قوتها 6.4 درجات على مقياس ريختر. وأضاف أن مركز الهزة الأرضية، يبعد عن محافظة الجبيل نحو 240 كيلومترا، ويبعد عن حاضرة الدمام 290 كيلومترا، ويبعد عن محافظة الخبر 277 كيلومترا، ويبعد عن محافظة الأحساء 410 كيلومترات. وأبان المهندس زهران أن موقع الزلزال يبعد مسافة 303 كيلو مترات من محافظة الخفجي، بيد أنه أكد أن أقرب موقع مأهول بالسكان في المملكة يبعد عن مركز الهزة في منطقة بوشهر الإيرانية هي محافظة الجبيل، وكذلك مركز السفانية التابع لمحافظة الخفجي، مضيفاً أن منطقة الهزة تعرضت ل 9 هزات ارتدادية أخرى تراوحت قوتها ما بين 4.1-5.3 درجات على مقياس ريختر خلال ال 90 دقيقة التي، أعقبت الهزة الأولى. توقعات بسقوط أبنية وفي ذات السياق، أكد الخبير الفلكي رئيس قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور علي الشكري أن ما شعر به أهالي المنطقة الشرقية أمس يعد ارتدادا لزلازل إيران وأفغانستان وباكستان والمناطق المحيطة ولا يشكل خطرا محدقا، مستبعدا تكراره ومتوقعا سقوط بعض الأبنية القديمه نتيجة عيوب الإنشاء وتقادم عهدها. وأضاف الشكري أن أجهزة الرصد التابعة للجامعة لا تقيس أقل من 3 ريختر وستتم متابعة الأجهزة خلال الفترة القادمة. وطالب الشكري الأهالي بلزوم منازلهم وعدم الخروج، مفيدا أن الدول التي اعتادت على الزلازل المستمرة لا يخرج مواطنوها إلى الشوارع بعد حدوث هزات أرضية مباشرة، إلا أنه في نفس الوقت طمأن الأهالي من قوة الهزة ومدى تأثيرها وقال "عادة مثل هذه الارتدادات لا تشكل خطرا على الأهالي ولا تؤدي إلى أضرار مادية أو بشرية. إخلاء المباني وفي ذات الصعيد، أوضح موظفون يعملون في شركات بالخبر أنهم تلقوا أوامر بإخلاء المباني التابعه لهم تجنبا لوقوعها فجأة، كما قام بعض الأهالي بالخروج من منازلهم نتيجة الهزة وقال البعض إنها تسببت في تحريك الأثاث داخل المنازل وأسقطت بعض التحف ولوحات معلقة على الجدران، في حين انتشرت في شوارع الخبر العديد من فرق الدفاع المدني وفق بلاغات بالهزة لمعاينة الميدان ورفع تقرير الحالة. وشارك عدد من الجهات المعنية مثل الهلال الأحمر ودوريات الأمن والمرور لمتابعة الوضع عقب الهزة. وكان أكثر من شعر بالهزة الأرضية المتواجدون في الأدوار العلوية للمباني الشاهقة، إذ شعروا لبضع ثوان بتحرك المقاعد، وبعض الأثاث وتحرك النوافذ والأبواب بصورة لم يعتادوا عليها – على حد قولهم-، وهو ما دعاهم إلى سرعة الهروب من المباني والتوجه إلى خارجها. لا إصابات وأوضح بيان العلاقات العامة بإدارة الدفاع المدني بالشرقية أنه في تمام الساعة الثالثة من ظهر أمس شعر أهالي المنطقة الشرقية بهزة أرضية صادرة من جنوبإيران وتم رصدها من قبل المركز الوطني للزلازل والبراكين بقوة 6.4 على مقياس ريختر، وأكد البيان عدم تلقي أي أصابة عن ذلك. ومن جانبه، أكد الناطق الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد علي سعد القحطاني ل"الوطن" أنه تم الشعور بالهزة الصادرة من جنوبإيران من سكان المنطقة الشرقية، ولم تتلق عمليات الدفاع المدني في المنطقة الشرقية عن حدوث أي إصابات، فيما أكد ل"الوطن" المتحدث الرسمي للهلال الأحمر بالشرقية فهد الغامدي عدم تلقي غرف العمليات أي بلاغ يفيد بوجود إصابات جراء الهزة الأرضية التي ضربت المنطقة الشرقية، مشيرا إلى أن الوضع الذي صاحب الهزة يعتبر ضمن نطاق اللون الأخضر للهزات التي تسجل بين 2- 3 درجات، وهو ما لم يستدع أي تحرك أو استنفار من قبل فرق الهلال الأحمر، لافتاً إلى أن حالة الاستنفار وتعزيز المواقع تتم في حال انتقلت درجة الخطر إلى اللون الأحمر والذي يسجل هزات أرضية من 3 – 4 درجات على مقياس ريختر، مبينا بأنهم على تواصل مستمر مع الجهات ذات العلاقة في حال استجد أي طارئ. إنهاء الدوام وأبان المهندس محمود عبدالرحمن، الذي كان متواجداً داخل شقة مكتبية في الدور السادس لبرج تجاري في مدينة الهفوف التابعة للأحساء، أنهم شعروا بالهزة، واضطروا إلى مغادرة البرج، مضيفاً أن تعليمات من إدارة البرج، ألزمت الجميع بإخلاء البرج كإجراء احترازي، وهو ما تم بالفعل، مؤكداً أن جميع المكاتب في البرج، الذي يعتبر من أعلى الأبراج ارتفاعاً في الأحساء لم تتعرض إلى أي أضرار في الممتلكات. وأبان مصطفى إبراهيم أن جميع المتواجدين في البرج شعروا باهتزاز سريع باغتهم الأمر الذي جعلهم يخرجون سريعاً من البرج خوفاً من أي ضرر يلحق بهم، وعلى ذلك تم إبلاغ الدفاع المدني بالأحساء، وأن الشركات في البرج أعطت الإذن لموظفيها لمغادرة الموقع وإنهاء اليوم. وذكر صادق الحدب، الذي كان يقيم في شقة داخل عمارة سكنية في حي الملك فهد في الهفوف عن شعوره بهزة ذات قوى ضعيفة، ومحسوسة بشيء بسيط من خلال اهتزاز بعض الأواني المنزلية في موقف لم يشاهدها من قبل، ولم يعطِ الأمر أهمية في بداية الأمر إلا من خلال الانتشار الواسع لخبر الهزة وشعور البعض فيها عبر مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت وعلى أجهزة الاتصالات الذكية. كما أكد ل"الوطن" الناطق الإعلامي للمديرية العامة للشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية أسعد سعود، أن مستشفيات صحة الشرقية على استعداد دائم لاستقبال المرضى والمصابين في كل الأحوال والمتغيرات لا سيما في مثل هذه الظروف غير المعتادة لمثل هذه التوابع الزلزالية، وأضاف أن كافة الكوادر الطبية والتمريضية وإدارات الطوارئ والأقسام التابعة للشؤون الصحية على أهبة الجاهزية لمثل هذه الظروف الطارئة.