أمسك رجل دين بوذي فتاة مسلمة في ميانمار ووضع السكين على رقبتها، وقال مخاطبا الشرطة بتهكم واستهزاء "إن لحقتم بي سأقتلها". المشهد هناك عبارة عن حشود من رجال الدين البوذيين المسلحين بالسواطير والسيوف يطاردون المسلمين في كل مكان، يقتلونهم، وينحرون بعضهم، ويحرقون الجثث بدماء باردة، ومن حالفه الحظ يطرد من بيته ومكان عمله إلى لا رجعة. ولا تغيب الشرطة عن المشهد عبر دور لم يرسم لها، فبدلا من حفظ حياة المواطنين تغض الطرف عن القتلة وتحرض الجماعات المتطرفة على الإبادة الشاملة. شاهد مراسل "رويترز" كثيرا من الجثث المسلمة المتفحمة الملقاة في مستنقعات القصب، والمكومة في تلال في محيط المدن التي يقطنها المسلمون، كما شاهد بقايا جثتين متفحمتين لطفلين صغيرين، عمرهما لا يتجاوز عشر سنوات. أفاد شهود عيان أنهم شهدوا قبل أيام قليلة مطاردة ما يقارب المائة مسلم في مدينة وسط البلاد، وخلال ساعات قليلة، قتل أكثر من 25 منهم، بعدها جر البوذيون جثثهم إلى تلة قريبة تدعى مينغالارزاي يون وأشعلوا النيران فيها. وأشارت التقديرات إلى أنه خلال أربعة أيام فقط تم قتل أكثر من 43 شخصا مسلما على بعد 80 ميلا من العاصمة نايبتاو، حيث تضم المدينة 100 ألف نسمة. وتم ترحيل أكثر من 13 ألف شخص مسلم من بيوتهم وأعمالهم خارج المدينة. ويقوم بسفك الدماء في هذه المناطق مجموعات من البوذيين الذين اعتدوا على أكثر من 14 قرية في ميانمار على أقل تقدير. ووضعوا المسلمين في وسط البلاد على حافة الإبادة. وتعتمد التحليلات المقدمة عن حالة الفوضى في البلاد على مقابلات أجريت مع أكثر من 30 شاهد عيان، والتي كشف آخرها عن إقدام راهب بوذي على قتل أكثر من 25 مسلما في مدينة ميكاتيلا. ودعت العديد من الرسومات المحفورة على الجدران إلى الإبادة الكاملة للمسلمين. وذكرت العديد من المصادر أن الكثير من المجازر التي حصلت قريبا من مدينة يانغون، كانت منظمة بشكل كبير، وتمت بتحريض من القوات الأمنية والشرطة التي تنحت بعيدا عن المشهد ونفت علمها بما يحدث من مجازر.