ظهر علينا مؤخرا من ينقص من إيماننا إن افتخرنا بعروبتنا، بل ذهب بعضهم إلى تكفيرنا ونفي الإسلام عنا! من أين أتوا بذلك؟ إن كان لديهم علم غير علمنا، فليخرجوه لنا! نعم أنا مسلم، ولكني أيضا عربي وأفتخر بعروبتي. وأنا عربي وأعتز بإسلامي. ولا أفهم ولا أتصور كيف لا أستطيع أن أفتخر بأن أكون كليهما، أو أن كوني أعتز بعروبتي ينفي الإسلام عني، أو أن كوني مسلما يجبرني أن أنفي عروبتي؟ نعم أنا عربي وأفتخر وأعتز بعروبتي؛ لأن القرآن آخر الكتب السماوية وأكملها وأعظمها بلغتي. ألم يرد ذكر القرآن بأنه عربي في إحدى عشرة آية؟ منها (كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) ألا يحق لي أن أفتخر بأن خاتم الأنبياء وسيدهم، محمد بن عبدالله - عليه أفضل وأتم الصلاة والتسليم - عربي؟ وهل أنكر نبينا وقائدنا وقدوتنا يوما عروبته؟ ألا يحق لي أن أفتخر بأن ما يزيد على مليار مسلم غير عربي يحيون بعضهم بتحية جعلها الله تعالى بلغتي؟ ولا تقبل صلاتهم إلا إذا قرأوا قرآنها بلغتي. ألا يحق لي أن أفتخر بما فضلني الله به عن باقي خلقه من صفات خص بها العربي، من شهامة وكرم وحمية وشجاعة وغيرة على الأعراض؟ ألا يحق لي أن أفتخر بأن العرق العربي من أقدم الأعراق على وجه الأرض وحباه الله نعمة الإسلام والقرآن ليبقى ما بقيت الأرض، بينما انقرضت أعراق لا تعد ولا تحصى من قبله وستنقرض أخرى من بعده؟ نعم أنا عربي، ونعم أنا مسلم، ونعم أنا كلاهما، ونعم أنا أفاخر الأمم بذلك وأعتز بأن الله أنعم علي بنعمة الإسلام ونعمة العروبة، وحباني بذلك وفضلني على كثير من خلقه بهما.