قصفت مروحية سورية أمس منطقة حدودية داخل الأراضي اللبنانية، في هجوم هو الثاني من نوعه في أقل من شهر. وأضاف مصدر أمني لبناني "أطلق الطيران المروحي السوري صاروخين على منطقة جبانة الشميس عند أطراف بلدة عرسال" في شرق لبنان الواقعة على الحدود مع سورية. وأوضح المصدر أن الصاروخين سقطا "على بعد مئات الأمتار من حاجز للجيش اللبناني". من جهته، أفاد نائب رئيس بلدية عرسال أحمد فليطي، في اتصال هاتفي أن الصاروخين "سقطا في أرض صخرية خالية، ولم يؤديا إلى أي أضرار مادية أو بشرية". وهي المرة الثانية التي تتعرض فيها البلدة لقصف من سلاح الجو السوري. ففي 18 مارس، قصفت طائرة حربية بأربعة صواريخ منطقة أخرى في جرود عرسال، دون وقوع إصابات. وعدّ الرئيس اللبناني ميشال سليمان في حينه أن الهجوم "انتهاك مرفوض" للسيادة، بينما نفت دمشق قيامها بقصف أي مناطق في الداخل اللبناني. من جانب آخر قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، إن فرنسا لم تحسم بعد موقفها بشأن رفع الحظر على إرسال أسلحة إلى سورية، مؤكدا أنه يجب تحديد "ما إذا كان من الممكن أن نثق" في المعارضة. وقال فابيوس لمحطتي "بي اف ام-تي في" وإذاعة مونتي كارلو، ردا على سؤال عن الموقف الذي يمكن أن تتخذه فرنسا خلال مراجعة الحظر الأوروبي المفروض على الأسلحة "علينا أن نعطي ردا في نهاية مايو. حتى ذلك الوقت لا أستطيع أن أقول اليوم نعم أو لا". وأضاف "لن نسلم أسلحة إذا كانت هذه الأسلحة ستذهب إلى متطرفي المعارضة". وقال فابيوس: "يجب القيام بعمل دقيق جدا لنعرف من نواجه". وأضاف "عقدنا الأسبوع الماضي اجتماعا في لندن، وطلبنا حضور رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب ورئيس الحكومة الموقتة غسان هيتو، ورئيس هيئة الأركان للجيش السوري الحر سليم إدريس". وقال فابيوس: "سيكون هؤلاء المحاورون أمامنا حتى نشكل فكرة عما إذا كان بوسعنا الوثوق وما إذا كان يمكننا إيجاد حل سياسي". وأضاف "إذا استمرت الأمور كما هي اليوم، سورية ستنفجر ما بين قوس إيراني سوري من جهة، والمتطرفين من القاعدة من جهة أخرى. وإن أردنا تفادي ذلك، يجب التوصل إلى حل يقوم على عملية انتقال سياسية بين أشخاص عقلاء في المعارضة وبعض عناصر النظام لكن ليس بشار الأسد".