قصفت طائرة حربية سورية بعد ظهر اليوم الاثنين منطقة على الحدود اللبنانية من جهة الشرق، بحسب ما ذكر مصدر عسكري، في أول غارة من هذا النوع منذ بدء النزاع السوري قبل سنتين. وقال المصدر “قصفت طائرات حربية سورية الحدود بين لبنان وسوريا، لكن لا يمكنني أن اؤكد حتى الآن ما إذا كان القصف طاول أراضي لبنانية”، وأوضح أن أربعة صواريخ سقطت في المنطقة. وذكر مصدر أمني محلي أن الصواريخ سقطت في منطقة جرود عرسال داخل الاراضي اللبنانية. وقال تلفزيون المنار التابع لحزب الله حليف دمشق إن “الطيران السوري قصف غرفتين يستخدمهما مسلحون في وادي الخيل على الحدود مع لبنان”. ووادي الخيل محلة في عرسال قريبة جدا من الحدود السورية. وعرسال بلدة ذات غالبية سنية، وسكانها متعاطفون جدا مع المعارضة السورية، وهي تملك حدودا طويلة مع سوريا غالبا ما يتم عبرها نقل جرحى من الجانب السوري. كما أفادت تقارير أمنية مراراً عن عمليات تسلل مسلحين عبرها إلى سوريا أو منها. وأوضح سهيل فليطي الذي يسكن في مكان قريب من الجرد أن الصواريخ “سقطت في منطقة زراعية، ولم تتسبب باضرار او خسائر”. وسُجِّلَت خلال الأشهر الأخيرة حوادث أمنية عدة على الحدود في عرسال على خلفية النزاع السوري. وتأتي هذه الغارة بعد أيام على توجيه دمشق رسالة إلى وزارة الخارجية اللبنانية تهدد فيها بقصف “تجمعات مسلحين” داخل الاراضي اللبنانية في حال استمر تسلل هؤلاء إلى الاراضي السورية. ورد رئيسا الجمهورية ميشال سليمان والحكومة نجيب ميقاتي بالتاكيد على اتخاذ الجيش كل التدابير التي تحول دون حصول مثل هذه العمليات. وينقسم اللبنانيون بين مؤيد للنظام السوري ومتحمس للمعارضة. وقررت الحكومة اللبنانية التزام سياسة “النأي بالنفس” من النزاع في البلد المجاور خوفا من تداعيات أمنية في لبنان ذي التركيبة السياسية والطائفية الهشة. أ ف ب | بيروت