فيما خرجت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، أمس، ببيان يكتنفه الغموض، مفاده أنها طلبت من شركات الاتصالات التأكد من أن تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت، مثل سكايب وواتس آب وفايبر "تطابق اللوائح المعمول بها بعدما تبين أن بعض تلك الأنظمة لا يتماشى مع المتطلبات والأنظمة السارية، كشف خبير اقتصادي سعودي بارز أن الشركات توصلت لتفاهمات مع هيئة الاتصالات حيال مراقبتها التطبيقات، مبيناً بأن الحجب والمنع مصير الشركات غير الملتزمة. وقال الخبير في قطاع الاتصالات الدكتور عبدالعزيز الغدير إن بيان هيئة الاتصالات الصادر أمس يشير إلى أن الشركات المشغلة لتطبيقات برامج التواصل الاجتماعي لم تستوف الشروط الأمنية واللوجستية لتشغيل تطبيقاتها في الهواتف المتحركة. وأكدت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في بيانها – بثته على موقعها الإلكتروني – أن بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت بوضعها الحالي لا تفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية في المملكة العربية السعودية. وقالت إنها "أبلغت مقدمي الخدمة المرخص لهم بضرورة العمل مع الشركات المطورة لتلك التطبيقات على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة". وبالعودة لتصريحات الخبير الاقتصادي، ذكر الغدير خلال تصريحاته ل"الوطن" أمس أن تلك البرامج تطورت أنظمة التشغيل بها بشكل لافت، مما حدا بها أن تسبق الرقيب والجهات المخولة للمراقبة على الهواتف المتحركة، والأجهزة الإلكترونية. وأبان الدكتور الغدير أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات والجهات الأمنية المسئولة الأخرى واجهت الشركات المشغلة للتطبيقات الاجتماعية بخيارين محددين في الوقت الحالي، إما السماح لها بإمكانية مراقبة تلك البرامج أو الحجب والمنع. وبدت لغة الدكتور الغدير متفائلة إزاء نجاح هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في مسألة مراقبة برامج التواصل الاجتماعي، مثل سكايب وواتس آب وفايبر، موضحاً أن الهيئة ستنجح في تلك الخطوة الهامة، معللاً ذلك بالقول بأنها "قضية أمنية" وبالغة الحساسية، مستذكراً في ذات السياق القضية التي شغلت الرأي العام قبل عامين حيال مراقبة ومتابعة محادثات الهواتف المتحركة من نوع "البلاك بيري". وبين الغدير أن المملكة ليست الوحيدة التي تقدمت بطلب مراقبة تطبيقات أو حجبها، مشدداً على أن عددا من الدول تقدمت بمثل هذا الطلب والموازنة ما بين أمنها الوطني والحريات الشخصية. وحول ما إذا كان هناك ارتباط بين قرار حجب التطبيقات وقرار منع التجوال الدولي، أكد الدكتور عبدالعزيز الغدير بأن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لن تنجح في تطبيق قرار منع التجوال الدولي على الهواتف المتحركة، مشيراً إلى أن الهيئة تفتقر للآليات التي تمكنها من إلزام شركات الاتصالات المحلية، وأن الموضوع يأتي بصبغة اقتصادية. وأبانت هيئة الاتصالات في بيانها أمس، "إشارة إلى ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام بخصوص إيقاف بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت في المملكة مثل: (الواتساب، السكايب، فيبر، لاين وغيرها)، تود هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن توضح أنها تعمل على نشر خدمات وتطبيقات الاتصالات وتقنية المعلومات لكافة المستخدمين في المملكة وفقاً للمهام المناطة بها في إطار نظام الاتصالات ولائحته التنفيذية والأنظمة الأخرى السارية في المملكة وكذلك المحافظة على القيم والمبادئ وحماية حقوق جميع الأطراف وحماية المجتمع من أية جوانب سلبية تؤدي إلى الإضرار بالمصلحة العامة". وتابع البيان بالقول "إن الهيئة تقوم بشكل مستمر بدراسات للتطبيقات والخدمات التي تقدم للعموم في المملكة من خلال مقدمي الخدمة المرخص لهم أو تلك المتاحة على شبكة الإنترنت". وأضافت الهيئة أن بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت بوضعها الحالي لا تفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية، مشيرة إلى أنها أبلغت مقدمي الخدمة المرخص لهم بضرورة العمل مع الشركات المطورة لتلك التطبيقات على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة. وأكدت الهيئة أنها ستقوم باتخاذ الإجراء المناسب حيال هذه التطبيقات والخدمات في حال عدم الوفاء بتلك المتطلبات، علماً بأنها حريصة على تشجيع الشركات لتقديم أحدث الخدمات المتوافقة مع متطلبات التراخيص الصادرة لها، مع تأكيدها الحرص على إعطاء خصوصية المستخدمين وضمان حمايتها أهمية قصوى.