بعد 28 يوماً من اجتماع عقده محافظ هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات مع رؤساء شركات الاتصالات السعودية لبحث إمكان تحقيق ما سمي خلال الاجتماع «السيطرة الأمنية» على تطبيقات «واتسآب» و«سكايب» و«فايبر» و«لاين»، وبعد أربعة أيام على انتهاء المهلة التي حددتها الهيئة للشركات للرد على إمكان تحقيق تلك السيطرة أو المنع، أصدرت الهيئة أمس بياناً قالت فيه إنها تود أن توضح أنها تعمل على نشر خدمات وتطبيقات الاتصالات للمستخدمين كافة في السعودية وفقاً للمهام المناطة بها في إطار نظام الاتصالات، ولائحته التنفيذية، والأنظمة الأخرى السارية في المملكة، وإنها تسعى لحماية الخصوصية وضمان حمايتها. ولم ترد شركات الاتصالات ومزودي خدمات «الإنترنت» في السعودية على بيان الهيئة حتى اللحظة، في شأن إمكان الرقابة وتحقيق السيطرة. وعلمت «الحياة» أن الفرق الفنية في تلك الشركات لا تزال تبحث أفضل السبل للوفاء بمتطلبات هيئة الاتصالات وتلافي الحجب. وقال المدير العام للشؤون الإعلامية في شركة الاتصالات السعودية المهندس نواف الشعلاني ل«الحياة» إن الفريق الفني في الشركة لا يزال يبحث في كيفية تلبية المتطلبات اللازمة لضمان الخصوصية، وللوفاء بمتطلبات هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات. ولم يحدد الشعلاني المدة التي يمكن أن تستغرقها الفرق الفنية لتحديد إمكان تحقيق ما طلبته هيئة الاتصالات، مؤكداً أنه لا يوجد تاريخ محدد يمكن تحديده للرد على هيئة الاتصالات، قبل أن تنتهي الفرق الفنية من عملها.ورجحت مصادر في اثنتين من شركات الاتصالات المحلية تحدثت إليها «الحياة» أن الهيئة قد تضطر إلى حجب تلك التطبيقات، لصعوبة السيطرة على البيانات والمحتوى الخاص بها من دون تعاون الشركات المالكة لتلك البرامج والتطبيقات. واعتبرت أن الحجب قد يكون الخيار الأسهل أمام الهيئة. وجاء في بيان هيئة الاتصالات الذي بثته على موقعها الإلكتروني أمس «إشارة إلى ما تم تداوله في بعض وسائل الإعلام بخصوص إيقاف بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت في المملكة مثل ال«واتسآب»، «السكايب»، «فايبر»، «لاين» وغيرها، تود هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات أن توضح أنها تعمل على نشر خدمات وتطبيقات الاتصالات وتقنية المعلومات لكافة المستخدمين في المملكة، وفقاً للمهام المناطة بها، في إطار نظام الاتصالات ولائحته التنفيذية، والأنظمة الأخرى السارية في المملكة، وكذلك المحافظة على القيم والمبادئ، وحماية حقوق جميع الأطراف، وحماية المجتمع من أي جوانب سلبية تؤدي إلى الإضرار بالمصلحة العامة». وواصلت الهيئة تبريراتها بطلبها المفاجئ من شركات الاتصالات لتحقيق السيطرة الأمنية والرقابة بقولها في البيان: «وفي هذا الإطار فإن الهيئة تقوم في شكل مستمر بدراسات للتطبيقات والخدمات التي تقدم للعموم في المملكة من خلال مقدمي الخدمة المرخص لهم أو تلك المتاحة على شبكة الإنترنت. وتبين للهيئة أن بعض تطبيقات الاتصالات عبر بروتوكول الإنترنت بوضعها الحالي لا تفي بالمتطلبات التنظيمية والأنظمة السارية، وأبلغت الهيئة مقدمي الخدمة المرخص لهم، بضرورة العمل مع الشركات المطورة لتلك التطبيقات على سرعة استيفاء المتطلبات التنظيمية المطلوبة». واختتمت الهيئة بيانها بالتأكيد على أنها ستقوم باتخاذ الإجراء المناسب تجاه تلك التطبيقات في حال عدم الوفاء بالمتطلبات اللازمة. وقالت: «علماً بأنها حريصة على تشجيع الشركات لتقديم أحدث الخدمات المتوافقة مع متطلبات التراخيص الصادرة لها، إضافة إلى إيلائها جانب خصوصية المستخدمين وضمان حمايتها أهمية قصوى». وكانت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات خاطبت مطلع الأسبوع الماضي شركات الاتصالات المحلية ومزودي خدمات الهاتف والإنترنت ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ببحث إمكان تحقيق السيطرة والرقابة على تطبيقات «واتسآب» و«سكايب» «فايبر» و«لاين». وجاء ذلك إثر اجتماع عقدته الهيئة مع رؤساء شركات الاتصالات في 21-4-1434ه نتج منه مخاطبة الشركات وإمهالها أسبوعاً للرد في شأن إمكان الرقابة على هذه التطبيقات، وفرض اللوائح والأنظمة الخاصة بالهيئة عليها، وهو ما قوبل بانتقادات لاذعة من مستخدمي هذه التطبيقات والمستفيدين منها. وكانت «الحياة» انفردت الأسبوع الماضي بنشر اتجاه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى حجب تلك التطبيقات التي تحظى بإقبال كبير في جميع أرجاء العالم.