يدرس كتاب "أدب الجدران قراءة في النقش الشعري وفضاءاته البصرية" لعلي بن حافظ كريري، ظاهرة كتابة الشعر على الجدران، وغيرها من مواطن كتابة الشعر على غير الورق، عبر مدة زمنية تمتد إلى آخر القرن الثالث عشر الهجري، ويرى الكاتب أن هذه الظاهرة سجّلت حضوراً لافتاً في تاريخ الأدب، لكنها من ناحية أخرى سجّلت غياباً ملحوظاً في الدراسات النقدية، ويرجع ذلك إلى شفاهية الشعر العربي في الأصل، وسيطرة هذه الشفاهية حتى حجبت الأنظار عن الوقوف عند فضاءاته البصرية التي من شأنها أنْ تثريَ القول الشعري، فتضيف إليه عناصر جديدة، وإشارات مهمة، تكشف عن نوافذ من العمل الشعري مجهولة، وتفتح للمتلقي آفاقاً واسعة من جماليات القراءة، والتأويل، ذاهبا إلى أن "الطبيعة والكلمة يستطيعان أنْ يتقاطعا إلى ما لا نهاية، مشكلين لمن يعرف القراءة نصاً كبيرا". وكشفت الدراسة الصادرة عن نادي نجران الأدبي بالاشتراك مع دار أروقة عن البواعث المتعددة وراء كتابة الشعر على غير الورق، كالرغبة العميقة في ترك آثار بعيدة المدى على جدران الزمن.