بقدر الاهتمام الذي يوليه القائمون على صناعات التكنولوجيا الذكية لخدمة البشرية من خلال منتجات تتعامل مع مشكلاتهم الحياتية، بقدر ما يهتمون بتوفير كل ما من شأنه تقديم خدمات تصب في مصلحة رفاهية مستخدمي التقنيات الذكية، وهو ما عكسه تقرير نشرته مؤخرا جريدة "نيويوك تايمز" الأميركية، وأشارت فيه إلى اعتزام سلطات إدارة الطيران الفيدرالية الأميركية السماح للمسافرين باستخدام هواتفهم الذكية أثناء الطيران. وأضافت الجريدة أن إدارة النقل الأميركية، والتي تشكل مع سلطة الطيران الأوروبي أغلب قوانين الطيران وسلامة المسافرين حول العالم، والتي تحتم على المسافرين غلق جميع أجهزتهم الإلكترونية أثناء عملية الإقلاع والهبوط لعدم التشويش على معدات الطائرة، فتحت قنوات تواصل مع شركات الإنترنت وتصنيع الإلكترونيات؛ لتحسين قواعد استخدام الأجهزة الإلكترونية على الطائرات خاصة مع انتشار الأجهزة الذكية التي لا تصدر تشويشا ملحوظا على معدات الطائرة في وضع الطيران. وكشفت شركة بنتلي أحد أبرز مصنعي السيارات ذات مواصفات الرفاهية العالية، سيارتها الجديدة واسمها كونتيننتالGTC، وهي السيارة التي زودتها الشركة بعدد من التقنيات الذكية بما يضمن تحقيق أكبر قدر من الرفاهية لمستخدميها، فالسيارة التي يبلغ سعرها 191 ألف دولار مزودة بآخر ما تم التوصل إليه في عالم التكنولوجيا، إذ تم تزويدها بشاشة ذكية عملاقة تأخذ حيزا كبيرا من واجهة قمرة القيادة، وبصورة تعطي طابع الذكاء والرفاهية، إذ تم الاستغناء عن عدد من الأزرار بتطبيقات على الشاشة التي تعمل بتقنية اللمس، كما أضافت "بنتلي" نظاما ملاحيا متطورا، إذ يمكن رؤية الخريطة على الشاشة العملاقة وبتقنية ثلاثية الأبعاد مع السهولة التي توفرها شاشة اللمس بتحديد المواقع والأماكن المراد التوجه إليها من خلال وضع الإصبع على المكان أو سحب الطريق المقترح لتغيير الشارع إلى آخر. ومن أبرز التقنيات التي تم تزويد السيارة بها، حسبما نشرته الشركة على موقعها الإلكتروني، تقنية المكالمة الجماعية عن طريق الصوت والصورة معا، وهو الأمر الذي قد يجده الكثير من رجال الأعمال مهما، خاصة في ساعات الازدحام المروري والتأخر عن الاجتماعات. وبدورها، أعلنت شركة "ياهو مكتوب" عن إطلاق تطبيق كرة قدم عربي جديد لأجهزة "آي فون"، يوفر لمحبي كرة القدم في المنطقة وسيلة سهلة وممتعة لمتابعة فرقهم الرياضية المفضلة وأخبارها وأحدث المستجدات الرياضية اليومية حول العالم. وحسبما ذكرته "ياهو مكتوب" فإن التطبيق الجديد يتميز بأن لغته عربية بالكامل، مع مراعاة تصميمه لتحقيق أقصى درجات التكامل مع منصات التواصل الاجتماعي مثل "فيس بوك" و"تويتر"؛ كي يتيح للمستخدم إمكانات المشاركة السلسة والفورية، وتتضمن المزايا الرئيسة للتطبيق الجديد تغطية حية وشاملة للبطولات الإقليمية والعالمية، ومعلومات تفصيلية عن المباريات، تشمل المواعيد والملاعب وإحصاءات اللعبة، فضلا عن التحديثات الفورية التي تتضمن الأهداف والأخطاء والعقوبات، مع إمكانية النشر والمشاركة الفورية لجميع هذه المعلومات عبر "فيس بوك وتويتر". ويقول مدير المنتجات لدى "ياهو مكتوب" عادل شحادة: عندما بحثنا في تطبيقات الألعاب الرياضية الموجهة إلى منطقتنا، وجدنا فرصة حقيقية لتقديم تطبيق عربي غني جديد لعشاق رياضة كرة القدم، خاصة وأن هذه اللعبة تحتل حيزا كبيرا من اهتماماتهم، ويتماشى التطبيق مع ما يتطلع إليه الراغبون في الحصول على وسيلة فعالة تمكنهم من مواكبة فرقهم ومبارياتهم المفضلة في جميع الأوقات لتجعل تعاملهم اليومي مع الإنترنت أكثر متعة وإلهاما. ومن جهته يقول الصحفي المتخصص في شؤون التقنية الذكية رضا المسلمي في تصريحات إلى "الوطن": إن رفاهية التكنولوجيا الذكية يمكن استخدامها في تطوير القدرات العقلية للأطفال، إذ أثبتت دراسة حديثة صادرة عن أكاديمية العلوم الفرنسية، تحت عنوان الأطفال والشاشات، أن استخدام الأطفال لألعاب الشاشات الرقمية الذكية، مثل "آي باد" وغيرها من ألعاب الفيديو الجديدة، يسمح لهم أن يكتشفوا الحس السليم، وكذلك يساهم في تطوير أماكن معينة في الدماغ، وأن الأطفال يتعلمون كيفية تقييم الأشياء من خلال لمس الشاشة، وذلك وفقا لما أظهرته نتائج فحص أجري على دماغ طفل أثناء لعبه على أحد الأجهزة الإلكترونية، إذ ثبت أن المنطقة الخلفية من الدماغ تنشط أثناء اللعب بشكل تلقائي، مما يزيد من قدرات الطفل في الحكم وتقدير الأشياء. كما أشارت الدراسة إلى أنه إذا تعلم الأطفال استخدام شاشات الفيديو، فإنهم في طريقهم لمعرفة كيفية استخدام أجزاء مختلفة من الدماغ، إذ إن الكمبيوتر هو وسيلة لتبادل المعلومات تسمح للطفل اكتشاف الكثير وتتيح له تعلم التقييم ومعرفة كيفية التفاعل مع هذه الأجهزة، والفهم بطريقة أوضح، فشاشة اللمس تساعد الطفل على تعلم الكثير وليس فقط لمس الشاشة، مما يعني أهمية تسخير هذه الأجهزة الذكية بما يضمن تنمية خيال وذكاء الأطفال.