بالدموع بدأ رئيس جمعية المسرحيين السعوديين أحمد الهذيل، أمسيته بمناسبة اليوم العالمي للمسرح 2013، التي نظمها فرع جمعية الثقافة والفنون بمنطقة تبوك مساء أول من أمس، والتي قابلها الحضور بالتصفيق طويلا، فيما قبل البعض منهم رأس الهذيل. وحول دوافع تلك الدموع، تحدث الهذيل ل"الوطن" قائلا: "ما وجدته من حميمية واحتفالية هذا المساء، أسقطت دمعتي"، لافتا إلى أن الكلمات التي قيلت قبل الأمسية، واستعراض سيرته الفنية تسببت في حدوث هذا الموقف العاطفي، وزاد بالقول: "وجدت أناسا احترمت أحمد الهذيل، وقدرت تاريخه". وفي رد على سؤال ل"الوطن" حول واقع جمعية المسرحيين السعوديين الحالي، قال الهذيل: "تعبت وأنا أنفخ في قرب مخرومة، والضرب في الميت حرام"، مشيرا إلى أن الجمعية تتعرض للجلد والانتقادات، رغم أن القصور من وزارة الثقافة والإعلام في تخليها عن دعم الجمعية، وأضاف أن وكالة الوزارة للشؤون الثقافية هي المكون الرئيس لهذه الجمعية، بموجب قرارات رسمية ووفق لائحة تنظيمية تحدد المهام والواجبات، مؤكدا على وجوب أن تقوم الوكالة بدورها كما ينبغي تجاه جمعية المسرحيين. وكان الهذيل قد تحدث خلال أمسيته عن بداياته مع الفن المسرحي والصعوبات التي واجهته في بسبب ضعف الإمكانات، وعدم تقبل المجتمع لفكرة التمثيل، كما وجه من خلال الأمسية عددا من النصائح للشباب حول أهمية الاهتمام بالتهيئة الجسدية والنفسية ل"الكاركتر" وتقديم الدور بكل حيوية وصدق على خشبة المسرح، إضافة إلى عدم استعجال النجاح، إذ قال: "لا بد أن تضحي وأن تقدم الكثير من الجهد والعمل، حتى تصل للنجاح". كما طالب المخرجين المسرحيين بالتمكن من أدواتهم، وتوظيف عناصرهم المسرحية بشكل لائق، والابتعاد عن الإسفاف والتهريج في عروضهم المسرحية. فيما تطرق خلال الأمسية للإنتاج الدرامي الضحل في الوقت الحالي، ومدى مساهمته في ضعف المسرح السعودي، كما أكد على أن جمعية الثقافة والفنون خلال ال 20 سنة الماضية لم تقدم عروضا مسرحية حقيقية، وما يقدم الآن ما هو إلا "عروض هزيلة" لا ترتقي بالفن المسرحي، وتابع "أصبح المسرح ألفاظا واجترارا وضحكات وخروجا عن حدود الأدب"، مشددا على أن المسرح يبني الأخلاق والفكر ولا يهدم، لمن يفهم ويعي دوره الحقيقي. واختتم الهذيل أمسيته، بعرض تجربة جمعية المسرحيين السعوديين خلال المدة الماضية، والعراقيل التي واجهتها، كما تطرق للجهود التي بذلت في سبيل الارتقاء بعملها رغم ضعف إمكاناتها المادية، وتخلي وزارة الثقافة والإعلام عن دعم الجمعية بشكل أقوى مما هو موجود. من جانبه أوضح ل"الوطن" مدير فنون تبوك عمر الفاخري، أن للمسرح دور إيجابي تجاه الفكر ورفع المستوى الثقافي لدى أطياف المجتمع، وأشار إلى أن فنون تبوك كجهة مهتمة بالشأن الثقافي كان لزاما عليها أن تواكب الحدث وتحيي اليوم العالمي للمسرح لهذا العام 2013، وحرص فرع الجمعية بتبوك على استضافة قامة مسرحية كأحمد الهذيل، مقدما شكره وتقديره للهذيل لاستجابته للدعوة وحضوره لتبوك.