فرضت التجاذبات والمواقف السياسية الساخنة في العراق نفسها على فعاليات بغداد عاصمة للثقافة العربية للعام 2013، فعلى الرغم من حضور شخصيات ثقافية عراقية معروفة، إضافة لأكثر من 100 شخصية عربية، كان الحدث الأبرز هو غياب أبرز الرموز العراقية من شعراء وفنانين مقيمين في الخارج لأسباب تتعلق بمواقفهم السياسية. وتزامن الافتتاح الرسمي، مطلع هذا الأسبوع، مع الذكرى العاشرة لغزو العراق في العشرين من مارس من العام 2003، بتقديم عزف منفرد لعازف العود نصير شمة وعروض فنية موسيقية، داخل خيمة أقيمت في حدائق الزوراء في العاصمة بجانب الكرخ، وسط إجراءات أمنية مشددة، تمثلت بمنع مرور المركبات في الطرق القريبة. وكانت أوساط ثقافية أبدت رغبتها في أن تكون المناسبة فرصة لتحقيق لقاء عراقي يجمع المثقفين في الداخل والخارج، بعيدا عن الميول والدوافع السياسية وحسابات الماضي، على حد تعبير الشاعر كاظم غيلان، الذي قال: "كان من الأجدر بالمسؤولين عن الفعالية أن يجمعوا جميع المبدعين العراقيين المقيمين في الخارج، لتأسيس نقطة انطلاق مشتركة تخدم الثقافة العراقية، بوصفها مشروعا حضاريا إنسانيا يتجاوز جميع الخلافات السياسية، وطي صفحة الماضي"، مشيرا إلى اعتذار العديد من الرموز العراقية عن الحضور، على الرغم من توجيه الدعوات لهم، ومن هؤلاء: "الشاعر مظفر النواب، والفنانان التشكيليان ضياء العزاوي، ورافع الناصري، والروائي عبدالرحمن مجيد الربيعي المقيم في تونس". وأعلن مسؤول في وزارة الثقافة أنه تم توجيه دعوات إلى الشاعر ادونيس، والمفكر محسن الموسوي، المقيم في الإمارات، فضلا عن كتاب وفنانين عرب، موضحا أن بغداد ستنظم ملتقى للفن التشكيلي في أكتوبر المقبل، سيكون فرصة أخرى للقاء التشكيليين العرب والعراقيين. ولاحظ المتابعون للفعاليات غياب الشعراء، سامي مهدي، المقيم حاليا في العراق، وعبدالرزاق عبدالواحد، وحميد سعيد، وآخرين غيرهم، من كتاب القصة والرواية. وتستمر فعاليات المشروع لمدة عام كامل، بتقديم عروض فنية مسرحية وسينمائية، وإقامة معارض تشكيلية وأخرى للكتب، بمشاركة عراقية وعربية، بتنظيم أسابيع تقافية مشتركة.