قصتي بدأت ليلة الخميس 6/6/ 1431ه في تمام الساعة 12.30، بعد منتصف الليل عندما راجعت بوالدي - غفر الله له - قسم الطوارئ بمستشفى أحد رفيدة وهو يعاني من آلام حادة بصدره وفور وصولنا بدأت رحلة البحث عن الطبيب المناوب في ردهات المستشفى المتهالك, وحالما وجدنا الطبيب /(باكستاني الجنسية) صاحب الوجه العابس، توسلناه وتوددنا إليه أن يلقي نظرته الثاقبة على حالة والدي، تأفف كثيراً بحجة أنه مشغول, كل ذلك وقسم الطوارئ لا توجد به إدارة تستطيع أن تتقدم لها بالشكوى, المطلوب من المراجع أن يتوسل للمقيمين طبيبا أو ممرضة أو حتى عامل النظافة الذي وجدته مسترخيا بمكتب المدير يشاهد التلفاز, كي تحظى بفرصة للعلاج, المهم بدأت رحلة أخرى رحلة مطاردة الطبيب هنا وهناك من غرفة لأخرى وهو مشغول بجواله تارة, وتارة أخرى يتكلم, لما يزيد عن نصف الساعة مع زميله، رغم أن الحالة طارئة وبعد إلحاحنا الشديد عليه, كتب على قصاصة ورقة صغيرة حروف لا تكاد تقرأ بكل لغات العالم وأمرنا بتسليمها لأحد الممرضين وبدأت رحلة ثالثة, رحلة البحث عن الممرض المجهول, فمن ردهات المستشفى إلى ممراته مروراً بفنائه, وانتهاء بالصيدلية التي وجدت بها مجموعة من الممرضين الأشاوس يصارعون البلاي ستيشن! وقد أغضبتهم بأن قاطعتهم وطلبت منهم إرشادي للممرض المسؤول، فذكروا لي اسمه، وقالوا: ابحث عنه هناك وستجده, طبعا هناك بدون حدود جغرافية أو ديموغرافية, وبعد أن وفقت بالعثور عليه اجتهد وقام بعمل بعض الفحوصات بأجهزة تالفة, وانتهى الأمر على ذلك, طبعا كل ذلك ونحن لم نحظ بعد بعطف الطبيب المذكور لفحص الحالة, وبعد أن طال انتظارنا ومللنا من كثرة مطارداتهم وطلب الشفاعات مر علينا الطبيب وذكر لنا أنه لا يعاني من أي شيء!! وطلب منا مغادرة المستشفى بالنص (ما فيه مشكلة ودي بيت), خرجنا من المستشفى وبدأت أسأل نفسي هل أنا فعلا في بلد ينفق المليارات على وزارة لا نلمس من خدماتها سوى الحسرات, رجعت بوالدي البيت بعد أن رجوته وتوسلته أن نزور أحد المستوصفات الخاصة التي لا تقل رداءة عن ذلك المستشفى ولكنه رفض كل محاولاتي وتوسلاتي, وعند الساعة 5.30 فجر الخميس توقف قلبه وانتقل إلى رحمة الله، بعد أن عدنا به مرة أخرى لهم, وأجروا محاولاتهم لإنعاشه، ولكن سبق السيف العذل (اللهم لا اعتراض على حكمك), لم يكن توقف قلب والدي فجأة كما ذكروا بتقريرهم المبتور بل سبقته عدة إنذارات لم يتنبهوا لها ولم يلقوا لها بالاً بالمستشفى عند زيارتنا لهم قبل ذلك بساعات قليله فقط, وأحملهم بذلك كامل المسؤولية. وأطالب بالتحقيق في ما حصل من تقصير ومحاسبة المتسببين.