رغم قرب الشلال الكبير وعدد من النوافير والمعالم المائية الصغيرة من مقر بلدية محافظة المجمعة أصيبت بالإهمال وجفاف ماحق منذ 15 عاما؛ فهي تقع على مرمى من أعين رئيس مسؤولي البلدية الذين لا يفصلهم عن الموقع سوى أمتار في الشارع المقابل لمبناهم مباشرة، يرون الحال كل يوم دون الحاجة إلى تقرير ميداني وصور تعكس الوضع، إلا أن البلدية لم تفكر بإعادة الحياة لها من جديد. ويقول سعد المطيري إن الشلال الكبير الذي يقع عند مدخل محافظة المجمعة الجنوبي عانى الجفاف وعدم الاهتمام عدة أعوام، بعد أن أنشأه رئيس البلدية الأسبق، وبقي منذ ذلك الحين دون تشغيل أو تغيير أو الاستفادة من موقعه، بل صار أشبه بالجبل الصامت بعد أن كان صوت خرير مياهه المتدفقة من أعلى الجبل إلى أسفله عبر مدرج شلالاته يسمع من بعيد، ويستمتع به المارون بالطريق وكذلك المتنزهون بحديقة المقصورة الواقعة بالقرب منه. ولم يكن الشلال الكبير وحده الذي يئن تحت وطأة الإهمال، بل هناك حالة أخرى مماثلة، إذ توقف الشلال الصغير الواقع بالقرب من مستشفى الملك خالد بالمحافظة منذ نحو عشر سنوات أيضا ولم يعمل منذ ذلك الحين، كما توقف الشلال الواقع أمام جمعية البر الخيرية المدة نفسها؛ حيث بقيت تلك المجسمات صامتة وجافة منذ نحو عشر سنوات. ولم يتوقف جفاف المعالم والمجسمات الجمالية عند ذلك الحد، بل أصاب أيضا كل المجسمات الصغيرة التي تم تركيبها قبل عدة أعوام عند تقطاعات الإشارات الضوئية الشهيرة، ولم تكد تعمل منذ إنشائها، وطال الجفاف أيضاً النافورة القديمة الموجودة أمام مبنى البلدية القديم والمتوقفة منذ زمن طويل قارب خمسة عشر عاما، كما تعاني نافورة البحيرة أمام مبنى البلدية الجديد المقابل لمبنى المحافظة من المشكلة ذاتها، فهي تعمل تارة وتتوقف أخرى، كما تعاني نافورة مجسم الكرة الأرضية على طريق الملك فهد من المشكلة نفسها. وقال المواطن عبدالرحمن الجبر إنه عندما تعذر تشغيل شلال السمكة الصغيرة الواقعة على جبل المقهى، حاول تشغيله على حسابه بالماء الذي يصل إلى المحل الخاص به وبالفعل قام بذلك، إلا أنه بعد فترة تفاجأ بإنذار من قبل مصلحة المياه ثم توقف بعد ذلك. وطال التوقف أيضا النوافير الثلاثة الصغيرة التي وضعت في محل مرش الدوار الذي قامت البلدية مؤخرا باقتلاعه، وطالب بعده عدد من الشباب بإعادة مرش ذلك الدوار من خلال تقرير نشرته "الوطن" قبل نحو شهر. في المقابل، نفى رئيس بلدية محافظة المجمعة المهندس بدر بن ناصر الحمدان ل "الوطن" وجود جفاف في تلك المواقع منذ سنوات، وقال إن ذلك غير صحيح وإن البلدية تقوم عليها عادة وهناك بعض الإشكالات التي يمكن أن تعالج بشكل جذري، فيما يمكن تغيير بعض الأشكال بناء على أهمية الشكل نفسه، إلا أن الحمدان عاد ليخالف تصريحه ويعترف بأن هناك عدة مواقع تم توقيع عقد مع مؤسسة لصيانتها. واعترف الحمدان أيضاً أن مشكلة النوافير تكمن في أنها قابلة للتخريب لأنها تعتبر حساسة، خصوصاً من جهة الأسلاك والكهرباء، وأن إعادة تشغيلها، او قطع الغيار، تحتاج إلى مواصفات خاصة، وهو ما دفع البلدية إلى الحد منها، وأن العمل سيبدأ السنة القادمة.