قتل خمسة أشخاص بينهم جندي في الجيش اللبناني، وجرح 26 آخرون في تبادل لإطلاق النار وأعمال قنص بين منطقتين سنّية وعلوية في مدينة طرابلس بشمال لبنان. وبذلك، ترتفع إلى ستة قتلى و30 جريحا حصيلة أعمال العنف المستمرة منذ الأربعاء الماضي بشكل متقطع في المدينة، التي شهدت تكرار أعمال عنف على خلفية النزاع السوري خلال الأشهر الماضية. وأفاد مصدر أمني أن أربعة من القتلى هم من باب التبانة ومنطقة القبة السنية المجاورة لها. وذكرت وأفادت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان أمس، أن قواتها "تعرضت أثناء تنفيذها مهماتها لإطلاق نار، مما أدى إلى استشهاد أحد العسكريين، وإصابة عدد آخر بجروح مختلفة". وأوضح المصدر الأمني أن عدد الجرحى من العسكريين ستة. وشددت قيادة الجيش على استمرارها "في تعزيز إجراءاتها وملاحقة المسلحين والرد على مصادر النيران بالشكل المناسب". ووفقا لمراقبين فقد نجح النظام السوري عبر عصاباته في الداخل بتوتير الأجواء في لبنان بعد تهديدات رئيس الحزب العربي الديموقراطي رفعت عيد وأمين المجلس العلوي أسد العاصي بتخريب طرابلس، إذ انفجر الوضع في المدينة بشكل واسع. من جهته، رأى وزير الداخلية والبلديات مروان شربل أن "ما يحصل في طرابلس أقوى من الحكومة والدولة ومن غير المقبول أن يستمر ومن هنا أشدد على ضرورة صدور قرار من مجلس النواب يحقق وفاقا سياسيا حول هذا الموضوع". وعدّ أن "أزمة طرابلس تتخطى مقدرة الحكومة خاصة أن كل انعكاسات الأزمة السورية على لبنان تصب على هذه المدينة". وقال: "الجيش اللبناني سيحافظ على أمن الحدود في حين أن الداخل مشتعل، والمشكلة تبقى في الخطاب السياسي وتطوره إلى التحريض المذهبي والطائفي". وأفاد مراسل أن أصوات رصاص متقطع ما تزال تُسمع على محاور الاشتباكات، في حين تسجل حركة نزوح كثيفة من منطقتي النزاع وشارع سورية الفاصل بينهما. وشهدت المدينة منذ بدء النزاع السوري قبل عامين، سلسلة من جولات العنف بين العلويين المؤيدين لنظام بشار الأسد، والسنّة، أدت الى سقوط الكثير من القتلى والجرحى.