قدمت التونسية رشيدة الديماسي استنتاجاتها حول بحثها عن الخطاطات العربيات منذ فجر الإسلام إلى الوقت الحاضر، متوصلة إلى أن الخطاطة المعاصرة ليست كالخطاطة في القرون الأولى لفجر الإسلام. وانتقدت الديماسي وصف الخطاطة بأنها مزخرفة فقط وليس لها القدرات التي يمتلكها الخطاط في مجال الخط، مؤكدة أن الخطاطة فنانة وقادرة على كسب رهان الخط، وربما تستطيع منافسة الرجل كالخطاطتين البارزتين جنة وفرح عدنان أحمد عزت العراقيتين. جاء ذلك خلال تقديمها أمسيتها أخيرا حول "الخطاطات العربيات منذ فجر الإسلام إلى الوقت الحاضر" في معرض مهرجان أرامكو 31 الخطي. وأوضحت الديماسي التي تشغل منصب مدير عام بإحدى المؤسسات الثقافية بتونس أن عدد الخطاطات مقارنة بالخطاطين مازال ضئيلا، إذ يجب التفكير في خطة مستقبلية للنهضة بالحركة النسائية لفن الخط؛ لأن المرأة مبدعة بقدرتها في كافة مجالات الحياة، وعطاؤها غير محدود. واستعرضت الديماسي أبرز الخطاطات في العالم العربي وهن: ليلى العدوية، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وعريب، ولبنى عبدالمولى، وعائشة بنت قادم القرطبية، وخديجة الشاهجانية، وفاطمة بنت الحسن، وزمرد بنت جاولي، وعائشة بنت عمارة، وخديجة البغدادي، وفاطمة البعلبكي، وفاطمة البرزالي، وخديجة الهوري، وست الوزراء بنت عبدالكريم، وشهدة بن جماعة، وأم الخير بنت أحمد، وعائشة بن أبي الفتح، وكلثوم النابلسية، والعديد من الأسماء التي عاشت ما بين الهجرة وحتى القرن الثالث عشر الهجري. وذكرت الديماسي أنه ظهرت خطاطات معاصرات في العالم العربي لكنهن قليلات رغم وجود نهضة جديدة في مجال الخط، ومنهن: فريال العمري، وجنة عدنان عزت، وفرح عدنان عزت اللتان حصلتا على إجازة من الخطاط المصري سيد إبراهيم، وإجازة من الخطاط التركي حامد الأمدي وتلقتا دروسهما على يد الخطاط يوسف ذنون وقد فازتا بميداليات الكوفة للفنون في أعوام 86، 93، 94، 1995م، إضافة إلى يسار نعمة، أزهار الصادق، ونورة الخاطر من الكويت ولطيفة الوزاني ونجيبة بوزكريمن من المغرب، وغيرهن، لكن لم يسجل التاريخ لهن بصمات ما عدا بعض اللوحات الخطية. وعن الحركة التونسية لفن الخط العربي ذكرت الديماسي أن المرأة التونسية اهتمت منذ ظهور الحضارة الإسلامية بالقرآن حفظا وكتابة، وحرصت على كتابة المصاحف والاعتناء بتخطيطها وتعميمها للفائدة وإعرابا عن عمق إيمانها، وأن أول الشهيرات التونسيات في كتابة المصحف هي جارية قيروانية هي فضل مولاة أبي أيوب في 295ه، والمصحف الثاني هو للأميرة السيدة بنت المنصور الصنهاجي في 406ه، والثالث للأميرة بنت نصير الدولة في 415ه. يذكر أن الباحثة رشيدة الديماسي أشرفت على العديد من الدورات في الخط العربي مع مركز الأبحاث للتاريخ والثقافة والفنون الإسلامية في إسطنبول.