كانت إصابة الطفلة "مدى" ابنة الست سنوات بالتهابات شديدة، وانتشار البكتيريا في جسدها آخر ما خطر على بال ذويها، إذ إنها دخلت إلى قسم العظام بمستشفى الملك خالد بتبوك، لتبديل الأسياخ القديمة بساقها اليسرى وتثبيت العظم، وكان كل القلق منحصرا في العملية الجراحية ومراحلها وتوابعها، ولم يخطر ببالهم أبدا أن الخطر سينال من ابنتهم عن طريق الإهمال وعدم النظافة داخل غرفة العمليات نفسها. ويؤكد خال الفتاة أنها وقعت ضحية غرفة عمليات غير مجهزة ومعدومة النظافة، مبينا أن عدم النظافة سبب لها التهابات متعددة نظرا لانتشار البكتيريا في جسدها، فيما أكدت صحة المنطقة أنها في إطار تكوين لجنة للتحقيق في القضية. ويروي ل"الوطن" وقائع الإهمال التي تعرضت لها ابنة اخته، مشيرا إلى أنهم توجهوا لمستشفى الملك خالد، وأجروا عملية تبديل للأسياخ القديمة بالساق اليسرى وتثبيت للعظم، ونجحت العملية وبعدها كان يجب التغيير على الجرح. وأكد أن الأطباء المناوبين أهملوا نظافة الجرح مدة وصلت إلى 5 أيام، مبينا أن الجرح كان في الساق اليسرى، وحينما حضر الدكتور المختص الذي أجرى العملية فوجئ بتلوث الجرح، فسألهم عن سبب عدم تنظيف الغرفة، فأخبروه بأن تجهيز الغرفة ليس من اختصاصه، وعليه فقط أن يباشر العمليات المكلف بها"، فاضطر الدكتور لعمل عملية أخرى لتنظيف الجرح، واستمر الالتهاب بعد الجراحة. وأشار الخال إلى أن الدكتور أوضح له أن عدم نظافة غرفة العمليات الصغرى كان سببا في انتشار البكتيريا، وتلوث الجرح بعد العملية. وأكد أن الدكتور أعلمه بأن هناك 6 حالات التهاب للجروح بعد العمليات وقعت في المستشفى بسبب انتشار البكتيريا، وأخبرناهم بذلك لكن قسم تجهيز غرف العمليات لم يتجاوب مع ما ذكره الدكتور من ملاحظات هامة حول النظافة. وأوضح الخال أن حرارة "مدى" ارتفعت بشكل مفاجئ بعدإجراء العملية، وظهرت نقط سوداء في وجهها، وكان الجرح ملتهبا. وذكرت أم الطفلة أنها شاهدت بعينيها عاملين يتناولان الأكل داخل غرفة العمليات. من جانبه ذكر المتحدث الرسمي للشؤون الصحية بمنطقة تبوك عودة العطوي، أن الشؤون الصحية في إطار تكوين لجنة طبية من مستشفى الملك خالد للتحقيق في هذه القضية.