قال المشرف العام التنفيذي لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث الدكتور قاسم القصبي أن الجرحى الفلسطينيين الذين يتلقون العلاج في المستشفى يحظون برعاية طبية فائقة إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، حفظه الله، الذي وجه ببذل أقصى الجهود للعناية بهم وتوفير سبل الراحة بمرافقيهم وإسكانهم. وأوضح الدكتور القصبي بعد ظهر أمس إثر زيارته للجريح الفلسطيني الثالث الذي وصل إلى المستشفى فجر يوم الأحد أن الجرحى الثلاثة يتلقون الإجراءات الطبية كل بحسب حالته الصحية عبر فرق طبية متخصصة على أعلى مستوى وكفاءة. وكان الجريح جهاد الصليبي 18سنة قد وصل إلى المستشفى فجر يوم أمس الأحد حيث يرقد في العناية المركزة على جهاز التنفس الاصطناعي ومنوم تحت التخدير العام وفي حالة غيبوبة. والجريح تعرض لعدة شظايا صاروخية أحدثت عدة إصابات منها إصابة بالغة في اليد اليسرى مع نزيف حاد مما أدى لبتر اليد من المرفق لإيقاف النزيف في أحد مستشفيات غزة إضافة إلى شظية في الجزء الخلفي من الدماغ ويحتاج لعملية جراحية لإزالتها. كما يعاني الصليبي من إصابة بالصدر نتيجة شظية أدت إلى تجمع هوائي داخل الصدر مما استدعى حاجة المصاب إلى أنبوب لتفريغ الهواء وأجري ذلك في غزة ومازال موصولاً للمريض. كما يعاني الجريح من كسر مضاعف في عظمتي الساق اليمنى ويحتاج لعملية جراحية لتثبيت الكسر إضافة إلى وجود كسور في عظام الوجه يجري تقييمها حالياً. كما يعاني من جروح وتهتك في الجلد والأنسجة في مناطق كبيرة من الجسم وتحديداً في الساقين واليد اليمنى حيث يحتاج إلى عمليات جراحية لتنظيف الجروح من الإلتهاب. وأوضح عضو الفريق الطبي المعالج استشاري العناية المركزة الدكتور أشرف الطريفي أنه أجري للجريح صور مقطعية وإشعاعية مختلفة لتحديد طبيعة وشدة الإصابات فيما سيشرع في إجراء العمليات الجراحية بدءاً من اليوم الإثنين. في الإطار ذاته أوضح استشاري العناية المركزة الدكتور خالد مغربي أن المصاب الثاني محمود أبو سلطان الذي وصل إلى المستشفى التخصصي ضمن الدفعة الأولى من الجرحى الفلسطينيين مازال يرقد في العناية المركزة في حالة غيبوبة عميقة نتيجة إصابته بالرأس وكانت علاماته الحيوية وضغط دمه حين وصوله غير مستقر. وبين أنه تم علاج العلامات الحيوية ودعم ضغط الدم بالأدوية المناسبة حتى وصل إلى مستوى مقبول طبياً موضحاً أن الفريق الطبي المعالج قرر عدم التدخل الجراحي في الوقت الراهن فيما أبقي المريض على جهاز التنفس الاصطناعي والاستمرار في إعطائه العلاجات اللازمة لتحسين فرصة شفاء الدماغ من إصابته. وأضاف أن المريض سيبقى قيد الملاحظة خلال الأيام القادمة مع الاستمرار في العلاج المقرر من الفريق الطبي وإجراء المزيد من الفحوصات حتى يتبين إستجابة المريض للعلاج ومدى الضرر الذي أحدثته الإصابة لتتقرر الإجراءات العلاجية اللاحقة. من جهته أفاد استشاري جراحة العظام بالمستشفى التخصصي الدكتور محمود شاهين أن المصاب الثالث عماد الخالدي يعاني من إصابة بشظية صاروخية في الساق الأيسر ولديه كسر مضاعف في الساق والعظمة المساعدة مع فقدان لبعض الجلد والعضلات ووجود التهاب متوسط الدرجة حول استدارة الساق موضحاً أن الفريق الطبي أجرى تثبيتاً خارجياً مؤقتاً بعظمة الساق الرئيسية مع تنظيف للجروح. وأبان استشاري جراحة العظام بالمستشفى التخصصي أنه تم وضع خطة علاجية للمصاب تتضمن عدة عمليات جراحية استطلاعية للتأكد من السيطرة على الالتهاب ومن ثم بعد ظهور الأنسجة السليمة يتم ترقيعها ثم تجرى العملية النهائية للمريض وهي تثبيت داخلي للكسر مع رقع عظمية لمنطقة فقدان العظم. وأشار إلى أن المصاب الخالدي سيحتاج في المتوسط إلى 12أسبوعاً للعودة إلى الحياة الطبيعية مع احتمال أن تستمر فترة العلاج الطبيعي ثلاثة أشهر أخرى حتى يتمكن من استعادة عافيته بشكل كامل.