أصدرت المحكمة الشرعية بمحافظة ينبع أمس، حكما بالقصاص ضربا بالسيف على العاملة الإندونيسية كارني (37 عاما) جزاء قتلها الطفلة "تالا" خالد الشهري (5 أعوام) عمدا وعدوانا. وذلك من خلال جلسة الهيئة القضائية الناظرة للقضية المكونة من ثلاثة قضاة والتي عقدت صباح أمس بحضور مندوب من السفارة الإندونيسية وعدد من المحامين والمترجمين، ووالد الطفلة خالد الشهري، الذي أجهش بالبكاء أثناء نطق القضاة للحكم بضرب عنق القاتلة بالسيف. وقال خالد الشهري خلال حديثه ل"الوطن" بعد الجلسة: إن حكم المحكمة هو حكم الشرع في حق القاتلة والذي جاء وفقا لمطالبة الادعاء العام نيابة عن الأسرة بالقصاص من العاملة، كما شمل الحكم أيضا سجنها 8 أشهر لقاء محاولتها الانتحار وإزهاق روحها، بحيث تحسب من مدة توقيفها بالسجن العام بينبع، وذلك بالإضافة إلى جلدها 200 جلدة موزعة على 4 دفعات في فترات متفاوتة ومواقع وأماكن متفرقة من المحافظة. ومن المقرر أن يرفع الحكم إلى محكمة الاستئناف والمحكمة العليا للمصادقة عليه قبل أن يكون محل تنفيذ. وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام استكملت خلال الأيام الماضية، ملف التحقيقات حول حيثيات الجريمة التي أثارت الرأي العام، وشهدت تمثيل الجريمة واعتراف العاملة بجرمها، وكانت هيئة المحكمة التي حسمت القضية بحكم القصاص قد استمعت لاعترافات القاتلة خلال الجلسة الأولى الثلاثاء الماضي وصادقت على أقوالها، والتي تضمنت قتل الطفلة وفصل رأسها عن جسدها بواسطة سكين فيما لم تفصح العاملة حتى أمس عن الدوافع الحقيقية لتلك الجريمة. وكانت جريمة "كارني" قد هزت الرأي العام في سبتمبر الماضي، عندما أقدمت على قتل الطفلة، ثم فصلت رأسها عن جسدها، مستخدمة آلة حادة "ساطور". وبدأت الجريمة في التكشف عندما عادت الأم "المكلومة" والتي تعمل معلمة إلى المنزل وحاولت فتح الباب ووجدته مغلقا من الداخل وطلبت من العاملة أن تفتح، إلا أنها رفضت ذلك مهددة بقتل ابنتها. وعلى الفور أبلغت الأم زوجها في عمله فبادر بإبلاغ الدفاع المدني من أجل كسر باب المنزل، وإنقاذ ابنته من العاملة. وبادر الأب بالخروج مسرعا من عمله في محاولة للحاق بابنته وإنقاذها إلا أنه اصطدم بسيارة أخرى في الطريق لتتشعب الجريمة ويلقى قائد السيارة الأخرى مصرعه في الحادث وتصاب ابنته "فرح قنديل - 6 أعوام" والتي كانت برفقته وتنوم في المستشفى 9 أيام قبل أن تفيض روحها إلى بارئها هي الأخرى. ونجح الدفاع المدني في اقتحام المنزل ودخلت الأم برفقة رجاله إلى غرفة نومها التي كانت تحتجز العاملة الطفلة بداخلها، إلا أن المفاجأة كانت في العثور عليها مذبوحة. وحتى صدور الحكم بالقصاص لم تذكر "كارني" أية معلومة واضحة عن دافعها الحقيقي لارتكاب جريمتها، فذكرت تارة أن السبب هو الرسائل التي كانت تصل لجوالها لتفيد بأنها ستموت، وذلك قبل الجريمة بخمسة أيام، ثم عادت لتقول ربما في محاولة لادعاء الجنون أن رسالة وصلتها تفيد بأن كفيلها سيرحلها إلى بلادها بينما ترغب هي في البقاء مع الأسرة. ويذكر أن سفارة بلادها في المملكة قد وكلت محاميا لحضور الجلسات ومتابعة سير القضية منذ اللحظة الأولى في التحقيقات.