في قلب مدينة سيت الفرنسية، بلدة بول فاليري وجورج براسينز، هذا المكان الذي ينتشي بعبق التاريخ، والذي سوف يفتح أرجاءه من أجل استيعاب كامل للشعر وجمالياته، حيث ستمتلئ الحدائق العامة والخاصة والساحات والشوارع إلى جانب الأماكن الرئيسية المخصصة لمهرجان "أصوات حية من متوسط إلى آخر"، والذي تحتضنه مدينة سيت بدءا من اليوم حتى نهاية يوليو. وينظم هذا المهرجان الفريق ذاته الذي نظم مهرجان لوديف من عام 1998م إلى عام 2009، والذي اختار الاستقرار في مدينة (سيت) من أجل تنظيم احتفالية متميزة كل عام تعد بمثابة عيد للشعر حول البحر الأبيض المتوسط، والذي سوف يستقبل هذا العام على مدة تسعة أيام أكثر من مائة شاعر وفنان من كافة بلدان البحر الأبيض المتوسط. ويتميز هذا المهرجان بأنه دعوة متفردة للجمهور من أجل اكتشاف النتاج الشعري الآتي من ثقافة مشتركة لجميع أنحاء الغرب والبحر الأبيض المتوسط، والتي قد تمكن أي شخص من أن يتعرف على جذورها وجذور العديد من شعوب الدول المجاورة. بمعنى أنه يعد منصة كبيرة مفتوحة للشعراء من جميع الأنحاء، إضافة إلى التمثيل المكثف لكافة بلدان منطقة البحر الأبيض المتوسط، كما يصبو لأن يغدو دائما جسرا هاما بين الثقافات والشعوب. طوال فترة المهرجان يجتمع الموسيقيون ورواة القصص والكوميديون ومصممو الرقصات، من أجل مرافقة الشعر والشعراء في أكثر من 400 عرض شعري موسيقي تعبيري، أو قراءات من الشعر، مما يعني أن يعيش جمهور الشعر ومحبوه أياما تمتزج فيها القراءات مع الحفلات الموسيقية. من جهة أخرى يعتبر مهرجان هذا العام فرصة كبيرة تسمح للناشرين وأصحاب المكتبات بتقديم الكثير من الشعراء المدعوين، مما يجعل من المهرجان بانوراما للشعر المعاصر حيث الاجتماعات والقراءات اليومية واللقاءات المليئة بالنقد والنقاش. يذكر أن مهرجان هذا العام سوف يحتضن شعراء من أكثر من 32 دولة من دول العالم، مثل المملكة العربية السعودية ولبنان، والمغرب، والأردن وفلسطين والبرتغال، وإيطاليا، وفرنسا، ومصر، وصربيا، وعمان، وتركيا،وسوريا، وقبرص، والعراق، واليونان، والبحرين، وشيلي، والنيجر، وتشاد، وهايتي، والكيبيك، ولوكسمبورج، وغيرها. ومن الشعراء المشاركين من السعودية عيد الخميسي وفوزية أبو خالد، إضافة إلى أدونيس، والإماراتية ميسون صقر، والسوريين صالح الحمداني، وباسم المدهون وغيرهم.