اقرأ.. أول كلمة قيلت لرسولنا الكريم، لذلك نحن أمة اقرأ، وإن كنا لا نقرأ فعلا. في الواقع، تتقدم المجتمعات والأمم بالاطلاع، وتشير الأرقام إلى أن الأوروبي يقرأ 200 ساعة سنويا، في حين يقرأ العربي ست دقائق سنويا، وأظن أن نصفها فيما لا يفيد. وبالأرقام فالأوروبي يقرأ 35 كتابا في العام، في حين أن 80 مواطنا عربيا يقرؤون كتابا واحدا، ومؤخرا اعتزمت البرازيل تخفيض مدة كل سجين أربعة أيام عند قراءته لأي كتاب في أي مجال، رغبة من الحكومة في تنوير عقول المساجين، وتوسيع مداركهم. بالاطلاع يتسع أفقك، وتزيد من معرفتك، وتتعلم من تجارب غيرك، يقول سارتر: "يبدو لي أن كل ما أعرفه عن حياتي تعلمته من الكتب"، وبمناسبة الحديث عن القراءة، هل تعلم أنك لو قرأت كل الكتب الموجودة في معرض الكتاب الدولي بالرياض، والتي تزيد على 250 ألف عنوان، فإنك ستقرأ ما لا يتجاوز 2٪ من الكتب الموجودة في العالم؟، لذلك عليك أن تعرف لمن ستقرأ، ولماذا، وكيف تختار الكتاب المفيد؟، ويقال إن الإصدارات المفيدة غالبا لا توجد أمام الكاشير، وإنما في الرفوف الخلفية، فابحثوا عنها هناك. مؤخرا لاحظت ازدياد عدد رواد معرض الكتاب في الرياض تباعا كل سنة، من مختلف الأعمار، حتى أصبح يضيق بمرتاديه، وهذا شيء إيجابي، ويدل على تطور الفكر الثقافي للمجتمع بشكل عام، إذ صرح وكيل وزارة الإعلام الدكتور ناصر الحجيلان، بأن عدد الزوار تجاوز مليون زائر، وأتمنى أن يكون كذلك، فأحد أصدقائي زاره ست مرات، وأتمنى ألا يحتسب بستة زوار، وأتمنى لو كانوا مليون زائر باحثين عن الكتب، وليس عن أكواب القهوة. رغم الغربة والابتعاد عن الوطن بسبب ابتعاثي للدراسة، إلا أنني اشتقت للمعرض، ولرائحة أوراق الكتب، وللضجيج الجميل داخله، وقد حرصت وحرص بعض المبتعثين على انتقاء كل ما يريدون من كتب، وكان الأصدقاء أو الأهل متكفلين بهذه المهمة. أتمنى ألا ينتهي المعرض إلا وقد اقتنيتم كل ما تريدون من كتب، فمثل هذه الفرصة لا تتكرر إلا كل سنة مرة، وآمل أن نقرأ أكثر لنتطور، ونزداد ثقافة وعلما ومعرفة، فبالاطلاع تتطور الأمم وتزدهر الحضارات.