تعاود العاصمة الرياض مساء اليوم الاحتفاء بالكلمة، وتتنفس أجواؤها المعرفة والإبداع عبر معرضها الدولي للكتاب الذي يطلق دورته الجديدة مساء اليوم وزير الثقافة والإعلام برعاية خادم الحرمين الشريفين، بمشاركة أكثر من 900 دار نشر، تعرض إصداراتها متنوعة بين شتى فنون المعرفة والعلم والإبداع، من خلال عناوين تناهز في الكتب الورقية أكثر من 250 ألف عنوان، إلى جانب مئات العناوين للكتب الإلكترونية، إضافة إلى فعاليات ثقافية أخرى تنظم على هامش المعرض الذي بات يتقدم نحو مراكز الصدارة عربيا في سنوات الخمس الأخيرة، وصار محط الأنظار، نظرا للقوة الشرائية الهائلة التي يتمتع بها، بحسب اتحاد الناشرين العرب، وعدد كبير من دور النشر والناشرين. ولعل الحدث الأكبر مساء اليوم يتمثل في تكريم وتوزيع جوائز وزارة الثقافة والإعلام لأفضل عشرة كتب صدرت عام 2012 ، في ثاني تجربة تخوضها الوزارة لتكريم الإصدار المتميز كل عام. وتابعت "الوطن" ورش العمل التجهيزية للمعرض خلال الأيام الماضية، ولمست حجم التغيير الذي بدا واضحاً من خلال توزيع الشاشات الكبرى على مختلف أرجاء المعرض لبث قناة تلفزيونية خاصة تعرض أفلاما وثائقية عن الأدباء خلال أوقات الركود في المعرض، وفي مقدمة هذه الأفلام فيلم عن الراحل غازي القصيبي، في حين تبث في أوقات الذروة الفعاليات داخل القاعات من ندوات ومحاضرات، إضافة إلى بث حفلات توقيع الكُتاب من خلال المنصات المخصصة، وشريط إخباري منوع عن فعاليات المعرض. كما شملت التجهيزات تثبيت مجموعة جديدة من الصرافات البنكية لمنع حدوث الأزمة السنوية التي يعاني منها رواد المعرض بالاصطفاف لساعات أحيانا أمام صرافتين فقط تخدمان الكم الهائل من رواد المعرض. وسبقت الدور اللبنانية مثيلاتها في رص إصداراتها في رفوف المعرض، كونها أول الواصلين، فيما أُتيح تطبيق " الآي فون" ليتصفح عبره زوار المعرض جميع كتب دور النشر المشاركة والبحث عن الكتب باستخدام فلاتر عديدة للبحث عن طريق اسم الكتاب واسم دار النشر. ويستضيف المعرض لأول مرة دولة عربية وهي المغرب ضيف شرف الدورة الحالية، حيث حضر عدد من مثقفيها الذين سيعبرون عن الموروث والواقع الثقافي المغربي من فنون وإبداع، ونشاط منبري، من ذلك ندوة بعنوان "الفكر العربي الإسلامي في المغرب المعاصر"، وندوة بعنوان "الخطاب النقدي الأدبي في المغرب". وسعى المنظمون للاستفادة من التجارب السابقة، مقررين تمديد فترة العرض إلى الساعة الحادية عشرة مساء بدلا من العاشرة على نحو ما كان سائدا في الدورات الماضية. وتشهد فعاليات الدورة الجديدة برامج منوعة، أبرزها ما يتعلق بثقافة الطفل بجميع مراحله العمرية، تتضمن ورشا متنوعة للتدريب ومحاضرات تعليمية، وتوفير خدمة الشراء والشحن عبر الإنترنت بالتعاون مع البريد السعودي، إضافة إلى إيصال كتب رواد المعرض إلى منازلهم. يذكر أن إدارة المعرض أطلقت على ممراته البالغ عددها 32 ممرًا أسماء روّاد من الإعلاميين السعوديين المتوفين، إحياء لذكراهم.