نجلاء صلاح الدين عيد الموت هو بداية الحياة وليس النهاية، ولكن الفراق هو الذي يصعب على الإنسان تحمله عندما يفقد عزيزا عليه. عندما ندرك أن الموت حقيقة، نرجع إلى الله تعالى حتى يلهمنا الصبر والإيمان على مصائبنا التي نمر بها في حياتنا، وأنا من ضمن هؤلاء الناس الذين حدثت لهم هذه الفاجعة، عندما توفي أبي رحمة الله عليه فجأة دون سابق إنذار، ولما سألنا الدكتور عن سبب الوفاة قال: سكتة قلبية، وذلك أمر الله تعالى، وبعد هذه المحنة التي مررت بها، لملمت جروحي وداويتها بإيماني بالله وقضاء حكمه، فقررت أن أكتب عن الموت المفاجئ، فجلست أبحث عن أسبابه والأعراض التي يمر بها كل إنسان قبل هذه النهاية بل أقصد بداية الحياة الحقيقية. الموت في حد ذاته هو بداية الحياة، على العكس مما يعتقد من أنه نهاية الحياة، فالموت حق على جميع المخلوقات، وهو مصيبة وأي مصيبة، سماه الله مصيبة قال تعالى: "فأصابتكم مصيبة الموت". الموت لا يعرفك ولا يجاملك، يأتيك دونما إنذار في بعض الأوقات، حادث أو طعنة، طلقة أو نوبة قلبية، صعقة كهربائية أو انهيار في وظائف القلب بصورة مفاجئة، وفي بعض الأحيان قد ينذرك أو تنذرك علاماته. ولكن الصعب هو الفراق والبعد عن أشخاص نحبهم ونعتز بهم في حياتنا ولولاهم ما كنا نحن نشعر بأننا موجودون. إن الموت هو خروج للروح من الجسد، الجسد يحفظ الروح، والروح كذلك تحفظ الجسد، الروح تحفظ فسيولوجية الجسد، أي وظائف هذا الجسد، من دورته الدموية وعملية التنفس وغيرها من الوظائف، وحينما تفارق الروح الجسد تتوقف الوظائف الحيوية. وإذا مات الشخص، فإن درجة حرارته تتغير تبعا لدرجة حرارة الغرفة، ومن المظاهر المصاحبة للموت، ما يتعلق بحالة الجثمان، فبعد الوفاة ترتخي عضلات الجثمان بشكل كبير، ثم بعد نحو ساعتين يبدأ الجسد في التخشب، أو بالمصطلح العلمي "التيبس"، ويبدأ هذا "التيبس" من أعلى إلى أسفل، فيبدأ بعضلات الوجه ثم عضلات العنق ثم الأطراف العلوية ثم الأطراف السفلية، وهكذا نهاية كل إنسان، وبمعنى أصح نهاية كل مخلوق حي على سطح الأرض. لا بد أن نتعظ ونعمل لهذه النهاية الأبدية والمحتمة علينا، وأفضل شيء العمل الصالح الذي سوف ينفعنا يوم الحساب، وربنا يعطينا ويعطيكم حسن الخاتمة "قولوا آمين". إلى كل روح فارقناها يوما.... وأحزننا رحيلها إلى من مزق قلوبنا فراقهم.. إلى من تركوا فجوة في حياتنا.... لا يملؤها سواهم نحن كما تركتمونا لم يتغير شيء... سوى رحيلكم الذي أفقد قلوبنا النبض والفرح فاستوطنها الحزن على فراقكم.. وأصبحت ذكرياتنا الصافية النقية معكم.. "هي بريق الأمل في حياتنا الجديدة".