سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الغالبية العظمى من ضحايا الوفاة القلبية المفاجئة يعانون من أمراض في شرايين القلب!! 65% من حالات موت الفجأة تحدث في الأماكن العامة والإنعاش القلبي قد يساعد على تخطيها
بعد تناوله الغداء ذهب ليرتاح وفجأة وجدناه ميتا..... كان يصلي وفجأة لم يقم من سجوده...... كان يقود السيارة وفجأة فقد التحكم بها فانحرفت السيارة للاتجاه المعاكس.... كان يطوف بالبيت العتيق وفجأة أغمي عليه ومات.... تأخر عن الدوام فوجدناه ميتا في سريره...... دخلنا عليه المكتب ووجدناه ميتا....... كان على وشك الخروج من المستشفى وفجأة توقف قلبه...... هذه أمثلة بسيطة من واقع حياتنا اليومي للسكتة القلبية حماكم الله وإيانا منها، فمن أشد المصائب على الإنسان أن يفقد فجأة وبدون مقدمات اعز الناس وأغلاهم عنده فجأة ومن دون وداع.. وذلك في حد ذاته يسبب الكثير من الضغط النفسي على اسرته واقربائه ومعارفه فألم ذلك الحزن أشد وبرؤ جرحه أبطأ من الموت المتوقع بسبب مرض مزمن او كبر في السن، وقد نشرت الكثير من الدراسات العلمية عن الوفاة القلبية المفاجئة والعوامل المشتركة بين من تعرضوا لها، فوجد مثلا لاحصرا أن من المسببات الرئيسية هي بعض أمراض شرايين ! القلب، وبعض أمراض عضلة القلب (أنواع معينة من الضعف، الندبة، التوسع، التضخم، التشوه النسيجي في البطين الأيمن)، أمراض معينة في صمامات القلب، بعض أنواع خلل كهربائيات القلب، بعض أمراض القلب الوراثية.. وأهمها على الإطلاق وأكثرها انتشارا في الوقت الحالي هي أمراض شرايين القلب حيث تشكل 80% من جميع العوامل المسببة للوفاة القلبية المفاجئة وهي تزداد انتشارا بمرور العمر وإن كانت تحدث في جميع الأعمار... وهي تصيب الرجال أكثر من النساء في جميع الأعمار... وفي الغالب تجد أن معظمهم لديه العوامل التي تسبب ازدياد أمراض شرايين القلب مثل التدخين بكميات كبيرة ولعقود من الزمن، عدم التحكم بارتفاع الضغط أو مرض السكري، أمراض وراثية في القلب لم تعالج من قبل، عدم التحكم بارتفاع الكلسترول.، تاريخ عائلي بالوفاة المبكرة لم تفحص أسبا! به وتعالج، ومن أقوى العوامل التي تزيد نسبة احتمالية الوفاة المفاجئة في وجود أمراض شرايين القلب هو ضعف عضلة القلب اقل من 30% (المعدل الطبيعي50% فأكثر). السكتة المفاجئة ومن الحقائق العلمية أن حوالي نصف طرق حدوث جلطات القلب الحادة تبدأ بالسكتة المفاجئة وبدون مقدمات (وهذه النسبة تختلف من دراسة لأخرى)، أما ال 50% الآخرين فهم محظوظون بحدوث أعراض تحذيرية مثل آلام الصدر تعطيهم الفرصة للذهاب إلى المستشفيات واخذ العلاج المناسب ولذلك الوقاية أفضل بكثير من العلاج وبالذات في جلطات القلب الحادة. والسكتة القلبية يمكن تفاديها إلى حد ما وذلك: أولا: بالابتعاد عن العوامل التي تزيد من نسبة حدوثها مثل ماذكرنا أعلاه. ثانيا: يفضل أن يتعلم أفراد المجتمع (قدر المستطاع) طريقة الإنعاش القلبي الرئوي، ويفضل كذلك أن تتواجد أجهزة الصدمة الكهربائية في الأماكن العامة كالأسواق، المطارات، الطائرات، المباني الحكومية وذلك لان حوالي 65% من الحالات تحدث في الأماكن العامة... فسلسلة الإنقاذ من السكتة القلبية مكونة من أربع مراحل متتالية وهي الوصول المبكر للإسعاف والإنعاش القلبي التنفسي المبكر والإيقاف المبكر للرجفان القلبي والرعاية القلبية المتقدمة المبكرة.. ولذلك يفضل ألا يقتصر التدريب على الإنعاش القلبي التنفسي لمقدمي الرعاية الصحيّة فقط بل يمتد ليشمل أفراد اسر المرضى المصابين بأمراض القلب، وطلاب المدارس المتوسطة والثانوية، وأفراد الأمن العام المتواجدين مع الجمهور في الميدان مثل الشرطة، والمرور والدفاع المدني، ومنقذي الحياة في المسابح، والمدربين في النوادي الرياضية ...الخ. فتثقيف المجتمع له دور فعال في إنعاش المرضى الذين يتعرضون لتوقف القلب المفاجئ وبذلك إنقاذ حياتهم فإنقاذ حياة إنسان ما لا يمكن تقديرها بثمن ولذلك قال تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) ثالثا: أن يعرف جميع أفراد المجتمع رقم الاتصال على الإسعاف فإذا كنت لاتعرف هذا الرقم وقت الرخاء فمن باب أولى ألا تستطيع تذكره وأنت في أشد الحاجة إليه. رابعا فان المرضى المصابين بضعف في عضلة القلب اقل من 30% ننصحهم باستشارة ! الطبيب بخصوص مدى حاجتهم للصاعق الكهربائي الداخلي(ICD) وماهي منافعه وماهي مضاره.. الخ. سكرة الموت وهناك مفهومان لابد من توضيحهما لبعض القراء الكرام أولهما: أن لكل اجل كتاب وإذا جاءت سكرة الموت فلا يستطيع الطب مهما تطور أن يقدمها أو يؤخرها قال تعالى (فلولا إن كنتم غير مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين (سورة الواقعة: 86- 87فهذه حقيقة دينية قطعية لا مراء فيها وفي المقابل فليس هناك ما يمنع من الأخذ بأسباب الوقاية والابتعاد عن أسباب إتلاف الصحة وإلقاء النفس إلى التهلكة ومن ضمنها الجلطات والوفاة المفاجئة وذلك واضح في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الأدوية والحمية والرقي فقال "هي من قدر الله" أي بأخذ أسباب الوقاية من الجلطات فنحن نفر من قدر الله إلى قدر اللهثانيهما:أن هناك مفاهيم في جهلها ضرر لنفس المسلم وجسده الذي اؤتمن عليه وفي بعض الأحيان يتعدى هذا الضرر للغير وهذه أمور لايعذر المرء بجهلها أو بعدم السؤال عنها وقد كان ذلك المفهوم واضحا في حديثه صلى الله عليه وسلم (قتلوه، قتلهم الله، ألا سألوا إذ لم يعلموا، فإنما شفاء العيّ السؤال). ولذلك انصح إخواني وأخواتي بالقراءة المستفيضة عن الموضوع ومناقشة ذلك مع أطبائهم واخذ دورات تدريبية في الإنعاش القلبي الرئوي المتوفرة في مدن المملكة المختلفة.