يرزح مبتعثو المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، تحت وطأة الضغوط النفسية، حيث ترفض المؤسسة - بحسب أقوالهم - منحهم فرصة التمديد بعد انقضاء فترة ال12 شهرا المخصصة لدراسة اللغة الإنجليزية، أسوة بزملائهم المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين. وطالب عدد من مبتعثي مؤسسة التدريب "الوطن" بإيصال صوتهم إلى المسؤولين بالمؤسسة، لمنحهم فرصة تمديد دراسة اللغة الإنجليزية التي تؤهلهم للدخول ببرنامج الدراسة الجامعية، ليتمكنوا من إكمال مسيرتهم التعليمية دون أي عقبات مالية أو إدارية. وفضل الطلاب عدم ذكر أسمائهم حتى لا يقعوا في مهب التقصي من قبل إداراتهم بالمؤسسة، ومن ثم إلغاء البعثة. ويتحدث مبتعث بإحدى جامعات غرب أستراليا عن معاناته، وعدد من زملائه من منسوبي المؤسسة بمختلف دول الابتعاث حول العالم، قائلا إن المشكلة تتمثل في حصر مؤسسة التدريب مرحلة دراسة اللغة الإنجليزية لمبتعثيها في عام واحد فقط، وذلك بحسب القرار الذي اتخذته المؤسسة، في الوقت الذي لا تكفي فيه تلك الفترة للحصول على الدرجة المطلوبة للالتحاق بالجامعة، في حين أن مبتعثي المؤسسات الحكومية والخاصة الأخرى يمنحون عاما ونصف لنفس الغرض، وهو ما يضع مبتعث المؤسسة وأسرته تحت ضغط نفسي كبير. ويضيف الطالب أن عددا كبيرا من زملائه قاموا بالتقديم على إجازة استثنائية بدون راتب من عمله، واستدانوا مبالغ طائلة لدراسة اللغة في الفترة الإضافية التي تقدر بستة أشهر، وهي فترة كفيلة بوضع الطالب تحت ضغط الدراسة، والدين، والأوضاع المادية الصعبة، فيما اضطر عدد منهم لإيقاف دراسة أبنائه بعد توقف الصرف عليه من قبل الملحقية، نظرا لعدم موافقة جهة عمله بالمؤسسة، وعدم عقد لجان للموافقة على إصدار ضمان مالي يغطي تكاليف الدراسة بالمدة المطلوبة لاجتياز فترة اللغة التي تؤهل المبتعث للدخول للبرنامج الدراسي المطلوب. ويؤكد الطالب أن عددا قليلا من الطلبة اجتاز تلك الفترة الصعبة، والكثير منهم خسر البعثة والمال والجهد، عطفا على فوبيا الفشل الذي يلاحقهم في أماكن عملهم، أو حتى من أصدقائهم وأقاربهم. من جانبه قال مبتعث على درجة الماجستير من قبل المؤسسة - فضل عدم ذكر اسمه - ل"الوطن" أن محافظ المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني الدكتور علي الغفيص، وبعض قيادات المؤسسة الآخرون اجتازوا فترة اللغة خلال عام ونصف العام قبل حصولهم على درجاتهم التي يعملون بها الآن، لافتا إلى أن قيادات المؤسسة نادرا ما تتخذ قرارا بابتعاث أحد منسوبي المؤسسة لدرجة الدكتوراه، على عكس طلبات الابتعاث لمرحلة الماجستير والتي يتاح لها مجال واسع.