يدرس البيت الأبيض تغييرا كبيرا في استراتيجيته في إطار الحرب في سورية، إذ يتوقع أن تقدم الولاياتالمتحدة مساعدات مباشرة "غير قاتلة" إلى المعارضة المسلحة، مثل سترات واقية من الرصاص، وآليات مصفحة، وتدريب عسكري. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس، عن مسؤولين أميركيين وأوروبيين، أن واشنطن قد تقدم المساعدات الإنسانية مباشرة إلى ائتلاف المعارضة. وتابعت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما ما زالت ترفض تقديم أسلحة مباشرة إلى المعارضين المسلحين. وأوضحت أن وزير الخارجية الجديد جون كيري، يبحث هذا الأسبوع مع حلفاء واشنطن هذه "الاقتراحات" الجديدة في سلسلة اجتماعات في أوروبا والشرق الأوسط، في إطار جولته الخارجية الأولى منذ تولي منصبه. ونشرت قناة "سي ان ان" على موقعها معلومات مماثلة حول هذه الاستراتيجية الجديدة، وأفادت أن الولاياتالمتحدة تنظر في إمكانية "رفع القيود" المفروضة على تزويد المعارضين بمعدات مزدوجة الاستعمال. وتلقى الثوار من جهات عدة أسلحة متطورة، تهدف لتضييق الهوة في التسلح مع قوات الرئيس بشار الأسد، وتعزيز قيادة عسكرية جديدة للمعارضة، تأمل الدول الغربية في أن تتمكن من تخفيف قوة المقاتلين الإسلاميين. وأبلغ عدد من قادة ومقاتلي المعارضة أن شحنة وصلت إلى سورية عبر تركيا الشهر الماضي، اشتملت على معدات تُحمل على الكتف وعتاد محمول آخر بما في ذلك أسلحة مضادة للطائرات والدروع وقذائف مورتر وقواذف صاروخية. وأبلغ معارضون مسلحون أن الأسلحة، إضافة إلى أموال لدفع رواتب للمقاتلين يجري توزيعها، من خلال هيكل قيادة جديد في إطار خطة للداعمين الأجانب من أجل مركزية السيطرة على وحدات المعارضة. لكن في علامة على صعوبة توحيد الجماعات المقاتلة المتباينة، قال بعض المقاتلين: إنهم رفضوا الأسلحة ورفضوا الخضوع للقيادة الجديدة. وتشكل أي شحنة أسلحة هامة، دعما للمعارضين، الذين طالما شكوا من قلة الدعم الدولي، رغم أنها لن تكفي على الأرجح لتحويل دفة التوازن العسكري ضد الأسد. ورفض المعارضون الكشف عن موردي الأسلحة، لكنهم قالوا: إنها وصلت عبر تركيا "من دول مانحة". وذكر قائد للمعارضين في محافظة حمص "تسلمنا هذه الأسلحة بشكل قانوني وعادي، لم تسلم عبر ممرات التهريب، وإنما سلمت بشكل رسمي من خلال معبر باب الهوى" الحدودي مع تركيا الذي تسيطر عليه المعارضة. وأضاف "لكنها لا تكفي لمساعدتنا على الانتصار... وصلت شحنة أخرى إلى تركيا لكن لم نتسلمها حتى الآن". وقال: إنه يعتقد أن المانحين الأجانب ينتظرون أن تشكل المعارضة السورية حكومة انتقالية للعمل مع القيادة العسكرية للمعارضة.