أعلنت جبهة الإنقاذ الوطني التي تضم أطراف المعارضة المصرية كافة مقاطعتها للانتخابات البرلمانية التي دعا الرئيس مرسي لتنظيمها في الثاني والعشرين من أبريل المقبل. وقال القيادي بالجبهة رئيس الحزب الناصري سامح عاشور في مؤتمر صحفي أمس إن قرار المقاطعة تم اتخاذه بإجماع القوى السياسية التي تضمها المعارضة. وكان رئيس حزب الدستور محمد البرادعي قد أكد أول من أمس على صفحته بموقع تويتر مقاطعة حزبه الانتخابات، وهو الموقف ذاته الذي أعلنه رئيس التيار الشعبي حمدين صباحي. من جهة اخرى سعى حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين في مصر أمس إلى احتواء الأزمة، التي كانت قد نشبت بينه وبين المؤسسة العسكرية، عقب تصريحات قياديه البارز على عبدالفتاح، التي اتهم فيها الجيش بتدبير حادث رفح، الذي وقع في الخامس من أغسطس الماضي، وأدى لمقتل 16 من عناصره. وأعلن الحزب بدء التحقيق مع عبد الفتاح فيما نسب إليه من تصريحات حول ملابسات الحادث، التي تتضمن اتهامات مباشرة للمؤسسة العسكرية. وأكد أنه يرفض أي مساس أو تعريض بقادة القوات المسلحة "الذين يؤمن بوطنيتهم وبإخلاصهم للسلطة الشرعية حسب تقاليد العسكرية المصرية الثابتة"، مشددا على أنه سيتخذ الإجراءات التأديبية الصارمة في حق عضوه حال ثبوت ما تم تداوله. وكانت مواقع التواصل الاجتماعي، قد تداولت تسجيلا مصورا لعبدالفتاح قال فيه: إن رجال الجيش قد نصبوا فخا للرئيس محمد مرسي، إلا أنه استفاد منه وقام بتطهير الجيش وحول المحنة إلى منحة، حسب قوله. إلا أن عبدالفتاح أصدر بيانا أكد فيه أنه لم ينسب إلى أحد، فضلا عن رجال الجيش القيام بهذه الجريمة البشعة التي أدانها الشعب كله، وأنه عنى بحديثه عن تطهير الجيش "أولئك الذين تقاعسوا عن التأمين يوم جنازة الشهداء من القوات المسلحة". بدوره قال الخبير العسكري اللواء حمدي بخيت في حديث ل"الوطن" إن "من يقول إن الجيش هو الذي دبر حادثة رفح شخص غير متزن، ولا يستطيع أن يلعب أي دور سياسي، وجماعة الإخوان ومن يريدون إضعاف الجيش، يتجاهلون أنه ليس مسؤولا فقط عن منسوبيه، وإنما عن كل البلاد". إلى ذلك نفى حزب "الدستور" الشائعات التي انتشرت أمس بقوة وتناقلتها بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي حول وفاة رئيس الحزب محمد البرادعي بسكتة قلبية، مؤكدا أنه بصحة جيدة، ولا يعاني من أي مشكلات صحية. وقال القيادي بالحزب و عضو جبهة الإنقاذ الوطني جورج إسحق: "هذا الخبر كاذب، وليس له أي أساس من الصحة". في سياق منفصل، قاطعت جبهة الإنقاذ المعارضة الحوار الوطني، الذي نظمته مؤسسة الرئاسة أمس، فيما قررت الهيئة العليا لحزب "مصر الحرية" الذي يرأسه عمرو حمزاوي مقاطعة انتخابات مجلس النواب القادمة ورفع توصية بهذا القرار للجبهة مع التأكيد على التزامها بقرار الجبهة أيا كان. وأرجع الحزب قراره إلى الظروف الراهنة والاحتقان السياسي المستمر منذ شهور، فضلا عن الإصرار الشديد على إصدار قانون الانتخابات دون أي مشاورة حقيقية أو جادة مع القوى السياسية، والتصميم على الدعوة لإجرائها دون محاولة الوصول لأي حل للمعضلات الوطنية العالقة، مؤكدا احتفاظه بحقه في مراجعة هذا الموقف في حال تغير الظروف والأوضاع التي دعته لاتخاذ مثل هذا القرار.