أعطى نائب وزير الدفاع الأمير خالد بن سلطان شارة البدء لانطلاق عمل أول طائرتين للتزود بالوقود في صفوف القوات الجوية الملكية السعودية، معتبرها من أفضل طائرات التزود بالوقود. وقال الأمير خالد بن سلطان "الوقت جاء ربما لأفشي سرا، وهو أن التفكير بهذه الطائرات هو نابع من تمرين عمل عام 2004 في المملكة". وأكد نائب وزير الدفاع خلال مؤتمر صحفي بمقر القوات الجوية في العاصمة الرياض أمس، أعقب دخول طائرات "MRTT" الخدمة، على استمرار التمارين، والتي من خلالها يتم استقصاء مناطق القوة وتنميتها، ونقاط الضعف وتجنبها، مضيفا "أنه بعد التمرين، اتضح أن هناك نقاط ضعف بكيفية زيادة القدرة القتالية للقوات الجوية، وتم شرح هذا الأمر للأمير سلطان بن عبدالعزيز رحمه الله آنذاك، وأمر بتكثيف الدراسة، وبعد أكثر من 6 أشهر جلبت له الدراسة، ومن خلالها أقر بتغيير أولويات التسليح بحيث تكون الأولوية الأولى لرفع القدرة أفضل بهذا النوع من الطائرات". وأكد أن الطائرات تعمل بأيد عاملة سعودية من طيارين وفنيين ومهندسين، أمضوا تدريبا في المصانع مدة لا تقل عن 4 سنوات، وأن الطائرة جاءت بكامل جهازها السعودي سواء الطيارين أو الفنيين، مشيرا إلى أن كل قطع الغيار الموجودة تندرج ضمن استراتيجية القوات المسلحة، وجاءت عبر لجنة "توريد قطع الغيار"، وتوقع أن يتم خلال هذه السنة شراء قطع الغيار من خلال القطاع الخاص السعودي في المملكة. وأحصى الأمير خالد بن سلطان عدد الطائرات من ست إلى ثمان، مؤكدا في ذات الوقت دعمها وتجديد نوعها، سواء كان بالنوع الحالي أو آخر، وفق التخطيطات المستقبلية، مؤكدا أن هذا الأمر يأتي ضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالقوات المسلحة، ومتابعة ولي العهد ووزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. من جهته، عد قائد القوات الجوية الملكية السعودية الفريق الركن محمد العايش دخول هذا النوع من الطائرات سيعمل على تقديم إضافات وقدرات عملياتية مهمة لمنظومات القوات الجوية، حيث سيتم تزويد طائرات F15، والتورنيدو، والتايفون بالوقود جوا، كما تدعم مهام القوات المسلحة بشكل عام، مبينا أن هذه الطائرات مجهزة بمجموعة من أنظمة التزويد بالوقود في الجو المتقدمة تقنيا، وتشكل فارقا مهما في مجال العمليات الجوية الحديثة. وتمثل طائرة A330 MRTT، جيلا جديدا من أنظمة إعادة التزود بالوقود من طائرة لطائرة في الجو، إذ جعلت عمليات التزود بالوقود في الجو أسرع وأكثر أمنا وكفاءة عما كان من قبل، وقدمت مفهوما جديدا لتلك الأنظمة، بإحداثها فارقا مهما في الطيران الحربي، لما تتمتع به من مواصفات، كالتخفيف الآلي للحمل، ونظام الفصل الآلي، والأنظمة الرئوية المعززة الثلاثية الأبعاد، ومقدمة الطائرة المصممة بشكل يحقق إمكانية تواجد مشغلي إعادة التزود بالوقود والطيارين الذي يعملون عن قرب، إضافةً إلى المشاركة في البيانات، ومراقبة العمليات من خلال أحدث نظم العرض، ومعدات نقل الوقود بمقدار 1.200 جالون/ دقيقة. وجاء قرار اقتناء هذه الطائرات بعد عملية اختبار دقيقة وشاملة، تضمنت تجارب طيران مطولة قامت خلالها طائرة A330 MRTT، بعمليات تزود بالوقود في الجو للعديد من الطائرات المقاتلة، وكان من أهم مزاياها أن صيانتها تتم بواسطة قطع الغيار الجاهزة للتوريد، المعززة بالتطوير المستمر، ما يجعلها تبقى طويلا في الخدمة.