أعلن الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، عن إخضاع المركز والمشاريع المنجزة لمرحلة تقويم ومحاسبة سوف تمتد إلى عام كامل، مشيراً إلى أن ذلك جاء بناء على توجيهات اللجنة الرئاسية بعد مرور أكثر من 9 أعوام على إنشائه. وشدد بن معمر في تصريحات صحفية أمس عقب تدشين أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام على نشر مراكز أبحاث خارجية نتائج خاطئة وعكسية حول المجتمع السعودي، وقال " هناك مراكز معلومات خارجية أعدت استطلاعات للرأي حول قضايا مجتمعية في الشارع السعودي، وتم تداولها، حيث أعطت معلومات غير صحيحة عن المجتمع السعودي، وفي بعض الأحيان عكست تلك النتائج، وأعطت صورة سلبية في الحكم على المجتمع السعودي". ولفت أمين مركز الحوار الوطني إلى أن أكاديمية التدريب واستطلاع الرأي العام، ستصحح تلك الصورة حول المجتمع، من خلال تقديم استطلاعات ملتزمة بالموضوعية والحيادية، وتقديم المعلومة لخدمة الباحثين عن الحقيقة، وأضاف "لا نريد الحكم على القضايا من خلال الإشاعة والقيل والقال، أو من خلال مصادر مشبوهة، وستكون معلوماتنا موثقة من جهات محايدة وموثوق بها، ومحترمة من كافة القائمين على الشأن الوطني". وفي رد على سؤال ل"الوطن" حول عدد من الممارسات التي ظهرت في الفترة الحالية من تكفير بعض الفئات، وعقد ندوات مسيئة لبعض فئات المجتمع، أشار بن معمر إلى أن المركز يسعى لئلا تكون التصنيفات والتكفير والتفسيق هي الظاهرة في المجتمع، مشدداً على وجوب مكافحتها بأي وسيلة كانت، وأضاف بقوله "هي رحلة طويلة تتمثل في قضية استنهاض الغالبية الصامتة المعتدلة في المجتمع ومكافحة التطرف، ونحن نقوم بمشاريع لجذب الناس إلى منطقة الوسطية والاعتدال، ونسعى لترشيد هذه الأمور، والتعبير عن قيم الوسطية لدى المجتمع السعودي، بدلاً من هذا التراشق الذي يسيء للدين وللوطن. وأوضح أمين الحوار الوطني بأن اللجنة الرئاسية وجهت بتخصيص هذا العام للتقييم والمراجعة ومحاسبة النفس، لافتاً إلى أن التوقعات لدى الناس من المركز كبيرة بعد مرور 10 سنوات منذ تأسيسه، وهناك آمال وطموحات لم تتحقق، كما أن هناك مشاريع حققت نتائجها وأخرى لم تحقق النتائج المرجوة منها. وأضاف "نريد أن نعرف هل نجحنا أم قصرنا، وما هي العقبات، وما هي السلبيات، خاصة أن في السنوات الأولى كانت المواضيع التي طرحت جديدة على المجتمع السعودي فاستقبلت بحفاوة بالغة، وكانت التوقعات كبيرة. ونبه بن معمر إلى أن ما يحدث في قنوات التواصل الاجتماعي أسرع مما توقعنا، وقال "ما يحدث الآن من نقاش وجدال، وأحياناً يتعدى بعض الأسس الدينية أو الوطنية، يستدعي الحاجة لتطوير آلياتنا، لإعداد مشروع تدريبي، واستطلاع الرأي العام، وستكون المعلومة في خدمة الباحثين عن الحقيقة. ووصف بن معمر قضية اقناع الناس بالوسطية والاعتدال بالعملية غير السهلة، مشبهاً إياها بالنقش على الحجر، وقال إنها تحتاج للصبر وإلى الجهود المشتركة، داعياً كافة المؤسسات العاملة في المجتمع السعودي للمشاركة في هذا المشروع، وقال "نحاول بكل ما أوتينا من خبرة وأمانة تحقيق رغبة خادم الحرمين الشريفين عندما أسس هذا المشروع الوطني، ورغبته في دخول الحوار الوطني لكل بيت". من جهته أوضح نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد بن سلطان السلطان، أن المركز استطاع بعد 9 أعوام من تأسيسه تدريب نحو مليون مواطن ومواطنة على ثقافة الحوار، وتدريب 2800 مدرب من الجنسين في 48 مدينة ومحافظة في المملكة، علاوة على إجراء عدد من الدراسات الاستطلاعية، لتكون أرضية للحوار بين أطياف المجتمع السعودي، تناولت محاور التعليم والصحة والموقف من الآخر. وقال إن الرؤية تهدف لأن تكون الأكاديمية المنشأة بيت الخبرة الأول في نشر ثقافة الحوار وطنياً وإقليمياً من خلال التدريب واستطلاعات الرأي العام، وستكون رسالتها هي تنمية معارف وقدرات ومهارات أفراد المجتمع على الحوار، وإجراء استطلاعات الرأي العام، لتعزيز التواصل بين المجتمع ومؤسساته، بما يسهم في صناعة القرار، لافتاً إلى أن الأبحاث أشارت إلى عدم وجود مؤسسة على المستوى الدولي، متخصصة في استطلاعات الرأي العام. إلى ذلك، دشن أعضاء اللجنة الرئاسية والأمين العام للمركز الموقع الإلكتروني الخاص بالأكاديمية، والذي سيمكن المتدربين من الاطلاع على برامج الأكاديمية، والتسجيل فيها إلكترونياً.